تتزايد مع الوقت.. مهمة حمل راية الكتاب والدوران بها من مكان الى آخر, المعاناة الواقعية الضاغطة تزيد من مهمة الناشرين, وتجعلهم يبحثون عن منافذ أمل داخلية وخارجية عبر معارض تبدو لهم غالباً فرصة تسويقية مهمة لاستمرارية تتأرجح بين اليقين وعدمه..
الكتاب بكلّ أنواعه يحاول أن يتلمس طرقاً للنجاة, ولايسلم كتاب الطفل من الاشكاليات, في حديثنا التالي مع رئيس اتحاد الناشرين هيثم الحافظ. ننطلق من مشاركتهم الأخيرة في معرض كتاب القاهرة, ونعرج على مختلف شؤون النشر..
• أيام وتنطلقون إلى القاهرة للمشاركة بمعرض الكتاب, ماالذي يميز مشاركتكم هذا العام؟
•• تشارك سورية بـ ٦٥ ناشراً مباشراً و٣٥ ناشراً بتوكيلات, أي ما يعني مشاركة ١٠٠ ناشر سوري في المعرض, الأمر الذي يثبت أن مشاركة سورية هي المشاركة العربية الأكبر.
المعرض الذي يبدأ ٢٣ الشهر الجاري, يحتفل هذا العام باليوبيل الذهبي على إنشاء المعرض, وبهذه المناسبة نشارك في الفعاليات الثقافية والفنية للمعرض وجهزنا مجموعة من حفلات التوقيع لأحدث الإصدارات, إضافة إلى دعوة العديد من الأدباء والكتاب السوريين الذين قرروا المشاركة هذا العام.
• العام الماضي كان حافلاً على صعيد الكتاب السوري, ماهو الرصيد الذي سيتم استثماره مستقبلاً..؟
•• أهم مااشتغلنا عليه العام الماضي ويمكن استثماره مستقبلاً, المعارض التخصصية, ابتدأناها بمعرض كتاب الطفل الأول, وندرس إمكانية إقامة معارض تخصصية دورية للكتب العربية, المترجمة, وللكتاب الالكتروني.
لدينا فكرة لإقامة معارض جوالة في المحافظات, من الممكن ان نبدأ في حلب واللاذقية حسب التأسيس للبنى التحتية لهذه المعارض, وتكامل جهود مختلف الجهات المعنية.
• ابتدأتم العام الماضي بمعرض لكتاب الطفل, بماذا يختلف عن الأجنحة المخصصة لهم في معرض مكتبة الاسد العام؟
•• الفرق كبير بين المعرضين, في الأول يمكن أن يأخذ الطفل نسبة (20-40%) من زيارة الأهل, بينما في الثاني. الأسرة تأتي لأجل الطفل فقط.
أيضا طريقة عرض كتب الطفل مختلفة, طبيعة الأنشطة خاصة الصباحية منها, حيث تعنى جميعها بعالم الطفل.
أهم مافي معرض كتاب الطفل أنه يشكل دافعاً لتنمية كتاب الطفل, ويتيح الفرصة للإطلاع على الجديد للطفل والناشر, ويحفز الناشر السوري لإنتاج نوعية مميزة.
• تتداخل عناصر عديدة في صناعة كتب الأطفال مما يصعب المهمة.. كيف ترى واقعها الحالي؟
•• عملية صناعة كتاب الطفل, تحتاج إلى فكر وفن, وإلى بنية تحتية متطورة لإنتاج كتاب طفل متقن, يمكننا المنافسة به, خاصة وان دولاً عربية تحاول تحقيق قفزات مهمة في هذا المجال, الأمر الذي يضعنا في منافسة, نحاول أن نكون الفائزين بها.
• ونحن نعيش هذه المنافسة. كيف ترى موقع كتاب الطفل السوري عربياً؟
•• كتاب الطفل السوري هو الأول عربيا, لدينا أدباء مهمون, ورسامون مميزون, لكن المشكلة التي يعاني منها كتاب الطفل حالياً, في عزوف الكتاب عن التوجه للطفل..
• ألا توجد محاولات لتحفيزهم؟
•• هناك محاولات توءمة مع اتحاد الكتاب العرب, الأمر الذي نتمنى أن يعطينا إبداعاً طفلياً جديداً, خاصة ان كل الوسائل الاخرى المتعلقة بعالم صناعة كتب الاطفال هي الأخرى تشهد تطوراً من وسائل تعليمية, وتوضيحية, وحتى الالعاب الترفيهية..
صناعة كتاب الطفل, ومعارضه.. وكل هذا الاهتمام. ان لم نتمكن من إقناع الطفل بالقراءة, يبقى فعلاً ناقصاً, كيف يمكننا جذب الطفل ونحن نعيش في هذا العالم التكنولوجي..؟
طفلنا السوري يقرأ, لدينا ارقام تثبت ذلك, وحجم المبيعات كبير, لكنه لايقرأ بحجم الطفل الأوروبي.
بالطبع نتمنى أن ترتفع نسبة القراءة وهو دور علينا كدور نشر القيام به, لاتنحصر مهمتنا بإنتاج كتب, بل المساهمة في النهوض بالمجتمع, وحثه على القراءة من خلال استراتيجيات تحفز كل الأطراف المعنية, للانطلاق نحو التغيير الذي نسعى اليه.
أؤمن أننا كدور نشر لسنا مجرد شركات لإنتاج الكتب, بل كل دار لديها رؤية واسترتيجية, للمساهمة و بخلق جو إبداعي, يمكن لنتاج دار نشر أن يكون بذرة للتطورودافعاً للتغيير نحو الافضل..!
• تحدثت عن التغيير, هل يمكننا أن نتغير ونحن نكرّس السائد..؟!!
•• انا متفائل.. واقعنا السوري يدعو للتفاؤل, من تمكن من قهرهذه الحرب, قادر على قهر الصعاب الأخرى.. المعاناة جزء من قدرنا التاريخي, لكننا سننجح في تجاوزها, وأنت تذكرين انه في مختلف اللقاءات التي أجريتها معك, حتى قبل عشرسنوات. تبنيت هذه المقولة..
مجتمعنا قابل للتغيير نحو الأفضل, ونحن أمام رؤى جديدة, في مختلف المجالات, ولكننا في الوقت ذاته أمام تحديات تؤسس لمجتمع سوري جديد, يفترض بنا العمل لتكون الثقافة ركناً أساسياً..
• ماهو جديدكم 2019؟
•• التركيز على محاربة القرصنة, والكتب المزورة, نحن كاتحاد ناشرين, نتعاون مع مختلف الجهات, لأنه امر مهم لصناعة النشر, فعبر محاربة القرصنة, نحمي المبدع ومختلف المساهمين في عملية النشر, هذا يعني أننا نحمي الجيل الوطني المبدع القادم.
حوار: سعاد زاهر
التاريخ: الأحد 20-1-2019
الرقم: 16889