الملحق الثقافي.. إعداد: رشا سلوم:
لا يمكن لأي قارئ عربي يحب الادب والرواية إلا ان يقف عند ما قدمه فارس زرزور فيما نشره من أعمال قصصية وروائية وجدت صداها الطيب والمهم على امتداد الساحة العربية، فهو الاديب الواقعي الذي خبر الحياة وعمل على استلهامها لتكون اعمالاً إبداعية مهمة، وعلى مقربة من ذكرى رحيله من الجميل أن نقف عند الكثير من محطات حياته التي أثرت المشهد الروائي، وكانت لنضالات الجماهير، ومن لا يذكر قصصه الخالدة التي مجدت الاعمال البطولية، في كل موقع سوري ستجد ملفا خاصا بالروائي فارس زرزور، ومن موقع التاريخ السوري، نقدم هذه الاضاءة المهمة على أعماله الابداعية
يعد الأديب فارس زرزور من أبرز كتّاب الأدب الواقعي، ومن أهم كتّاب الرواية التاريخية في الأدب السوري المعاصر.
ولد ونشأ في حي شعبي في دمشق عام 1929م والبعض يرجح أنه ولد عام 1930.
نال الشهادة المتوسطة في عام 1947 وعين معلماً في محافظة الجزيرة. ثم نال الشهادة الثانوية في عام1949، فانتسب إثرها إلى الكلية العسكرية، متأثراً برواية «كل شيء هادئ على الجبهة الغربية» للكاتب الألماني إريش ماريا ريمارك، وتخرج فيها ضابطاً.
قام زرزور في الخمسينيات بعدة رحلات إلى لبنان والعراق والكويت، كما أقام مدة قصيرة من الزمن في مصر بصفة ملحق عسكري، إلى أن سُرِّح من الجيش في عام 1959 مع بداية عهد الوحدة .
بدأ زرزور خطواته الأولى في مجال الكتابة القصصية منذ النصف الثاني من أربعينيات القرن العشرين، ونشر بعض قصصه منذ عام 1950 في مجلة «الجندي»
اهتم الكاتب بالقصة القصيرة جنساً أدبياً، ونشر مجموعات لافتة، منها «حتى القطرة الأخيرة» (1961)، و«اثنان وأربعون راكباً ونصف » (1967)، و«لاهو كما هو، ولاشيء مكانه» التي نشرها في تونس عام 1976، وكذلك مجموعة «أبانا الذي في الأرض» (1983).
في الجبهة كتب فارس زرزور قصة «شجرة البطم» التي فازت بالجائزة الثانية لمجلة الجندي، وجاءت مكافأتها 100 ل.س بالكهرباء وبالماء الى بيت أبويه، وفي احدى العقوبات التي ستؤخر ترفيعه كتب قصة «السجين»، ومن جنوب سورية الى شمالها ستتقاذفه العقوبات، ملاحقاً بشبهة «اليسارية»، حتى يُسرح من الجيش أثناء الوحدة السورية – المصرية 1958 – 1961 وبعدما نقل مع من نقل من الضباط الى القاهرة، والتقى فيها بنجيب محفوظ ويوسف ادريس وإحسان عبد القدوس.
نشر زرزور عام 1962 بحثاً تاريخياً بعنوان «معارك الحرية في سورية» رصد فيه تاريخ نضال الشعب العربي السوري من أجل حريته واستقلاله. ولم يبق اهتمامه بهذا الجانب من التاريخ محصوراً بالبحث والتقصي، بل امتد إلى الكتابة الروائية متجسداً في ثلاثيته التاريخية «حسن جبل» (1969) و«لن تسقط المدينة» (1969) و«كل ما يحترق يلتهب» (1986). وقد قام المخرج السينمائي نبيل المالح بتحويل الجزء الأول من الثلاثية إلى سيناريو فيلم أخرجه بعنوان «الفهد» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق. ويحلل الكاتب في هذه الثلاثية جوانب مختلفة من أشكال وصور النضال ضد المستعمر الفرنسي، عبر مجموعة من الشخصيات، نساء ورجالاً، استطاعت أن تحمل لواء المقاومة بصلابة، في تصوير واقعي أخاذ.
لم ينل زرزور ما يستحقه من الاهتمام، وعانى كثيراً من المشكلات العائلية في السنوات الأخيرة من حياته بسبب ابنه المعوق ومرض زوجته، لهذا آثر العزلة وأهمل مظهره الخارجي وغدا لا مبالياً، فأعرض عنه كثير من زملائه ومعارفه، ونسيته الصحافة أو تناسته لما صار إليه.
توفي في دمشق وكانت وفاته مفاجئة، وتم تشييعه إلى مثواه الأخير في الرابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) من العام 2003،.
فارس زرزور
ولد في دمشق عام 1930.
تلقى تعلمه في دمشق، وتخرج في الكلية العسكرية ضابطاً، ثم تحول إلى الحياة المدنية عام 1958.
عضو جمعية القصة والرواية.
مؤلفاته:
1-حسن جبل- رواية- دمشق 1969.
2-حتى القطرة الأخيرة- قصص- دمشق 1960.
3-معارك الحرية في سورية- دراسة- دمشق 1962.
4-(42) راكباً ونصف- قصص- دمشق 1969.
5-لن تسقط المدينة- رواية- دمشق 1969.
6-اللااجتماعيون- رواية- دمشق 1970.
7-الحفاة وخفي حنين- رواية- دمشق 1971.
8-الأشقياء والسادة- رواية- دمشق 1971.
9-المذنبون- رواية-دمشق 1974.
10-لاهو كما هو- قصص- تونس 1975.
11-غرفة للعامل وأمه- قصة- دمشق 1976.
12-آن له أن ينصاع- رواية- دمشق 1980.
13-أبانا الذي في الأرض- قصص- دمشق 1983.
14-كل ما يحترق يلتهب- رواية- دمشق 1989
التاريخ: الاثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16890