تحذيرات حقوقية : غزة على شفا كارثة إنسانية جراء نقص الوقود …فلسطين: غياب الحماية الدولية للأسرى يشجع الاحتلال على التمادي بجرائمه
أدانت الخارجية الفلسطينية الاعتداء الوحشي وعمليات القمع والتنكيل البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في سجون عوفر ونفحة وجلبوع وأقسامها المختلفة، معتبرة أن هذا التصعيد العنيف والهمجي ضد الأسرى الفلسطينيين يعد ترجمة لخطط وقرارات احتلالية عنصرية وتأتي أيضاً في سياق تغول منظومة الاحتلال برمتها وبتشكيلاتها كافة في حربها المفتوحة على الوجود الوطني والإنساني لأبناء الشعب الفلسطيني، سواء أكانوا داخل معتقلات وأقبية الاحتلال أم في أماكن سكناهم التي حولها الاحتلال بفعل الاستيطان والبوابات الحدودية والأبراج العسكرية وحواجز الموت إلى سجون كبيرة، محملة حكومة الاحتلال بزعامة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال وما تسمى بـ إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى الفلسطينيين، مؤكدة أن تقاعس المجتمع الدولي والمنظمات الأممية ذات الصلة عن أداء مهامها والقيام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية اتجاه الأسرى ومعاناتهم، أوجد المناخات المواتية للاحتلال للتمادي في انتهاكاته لحقوق الأسرى ولاتفاقيات جنيف، وفي مقدمتها اختطافهم بطريقة غير مشروعة ونقلهم إلى داخل كيان الاحتلال، وطالبت الخارجية الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختلفة بسرعة التحرك للدفاع عن ما تبقى من مصداقية أممية لوجودها وممارستها لدورها، والعمل الفوري لوقف الجريمة التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحق الأسرى، التي تحاول من خلالها إدخال المنطقة في دوامة من العنف والتوتر.
وفي السياق حمل الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر حكومة الاحتلال مسؤولية الهجمة الدموية والإرهاب المتواصل بحقهم، موضحين أن هذه الهجمة ضدهم تأتي في إطار استخدام ملف الأسرى بؤرة تنفيس لحكومة الاحتلال أمام جمهورها، مشددين على فشل هذا الرهان وإطلاقهم معركة «الوحدة والكرامة» لمواجهة هجمة الاحتلال، وأكد الأسرى أنهم يقفون موحدين للتصدي للعنجهية الصهيونية، مطالبين المؤسسات الدولية والحقوقية كافة وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان الدولية بالوقوف أمام مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية لوقف الجريمة التي ترتكب بحقهم، وإلزام الاحتلال بالأعراف والقوانين الدولية التي تحمي حقوق الأسرى، ودعا الأسرى وسائل وأدوات الإعلام بحمل قضيتهم ومواكبة ما يجري وفضح الاحتلال الذي ينتهك كل الحرمات والقوانين في تعامله مع الأسرى.
بدوره حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من تفاقم أوضاع المعتقلين داخل سجون الاحتلال، معرباً عن قلقه من استمرار تدهور الظروف المعيشية لنحو 7000 معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال، وطالب المركز المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لإجبارها على الالتزام بالمبادئ والقواعد الدولية التي تحمي المعتقلين وتحافظ على حقوقهم وكرامتهم.
وأدان المركز اقتحام قوات الاحتلال سجن «عوفر» غرب رام الله وإصابة أكثر من 100 معتقل فلسطيني، واحتراق ثلاث غرف للمعتقلين بالكامل، موضحاً أن هذه الأحداث تأتي في إطار سياسة واضحة وممنهجة تمارسها إدارة مصلحة سجون الاحتلال من أجل التضييق على الأسرى والمعتقلين وفرض عقوبات عليهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية وتشكل خرقاً واضحاً لكل القوانين والمعايير الدولية ويفضح ممارسات الاحتلال التعسفية بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال والتي ترتقي لمستوى جرائم الحرب.
من جهة أخرى وفيما يتعلق بالواقع الصحي في قطاع غزة حذرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا من أن قطاع غزة على شفا كارثة إنسانية بعد توقف أغلب المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية، ما يهدد حياة آلاف المرضى الذين يستفيدون من الخدمات الطبية التي توقف أغلبها بالكامل.
وأوضحت المنظمة أن أزمة نقص الوقود تصاعدت مع بداية الأسبوع الماضي ولا زالت مستمرة حتى اللحظة، حيث انخفضت معدلات الوقود المتبقية في المولدات الكهربائية إلى أقل من 17 % مع تزايد ساعات انقطاع التيار الكهربائي، ما أدى إلى توقف خدمات 7 مستشفيات عن العمل بصورة نهائية، مؤكدة أن تصاعد الأزمة يضع مئات المرضى أمام مصير مجهول خاصة مع تقييد حرية خروجهم من القطاع، وعدم السماح لمعظم السكان من السفر للضفة الغربية أو خارج فلسطين لتلقي العلاج بسبب الحصار المفروض على القطاع.
وناشدت الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل من أجل توفير الوقود اللازم بما يكفل استمرار عمل كافة مرافق الصحة في القطاع.
ميدانياً استشهد شاب فلسطيني وأصيب اثنان آخران مساء أمس جراء عدوان مدفعي لقوات الاحتلال على قطاع غزة، وكانت مدفعية الاحتلال قصفت في وقت سابق أمس موقعاً فلسطينياً شرق بيت حانون شمال القطاع.
كما فتحت زوارق الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة الثقيلة تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين قبالة سواحل غرب مدينة غزة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات، واقتحمت قوات الاحتلال الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس وسط إطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من المواطنين الفلسطينيين.
من جهة أخرى شارك عشرات المواطنين الفلسطينيين في وقفة تضامنية مع حراس المسجد الاقصى الذين يتعرضون للاعتقال والإبعاد عنه من قبل قوات الاحتلال مؤكدين أن الهدف من الوقفة إرسال رسالة للعالم أجمع حول الظلم الذي يقع على العاملين في المسجد وعلى رواد المسجد من مصلين وعلى دائرة الأوقاف الفلسطينية من قوات الاحتلال.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأربعاء 23-1-2019
رقم العدد : 16892