الهزيمة الميدانية تشعل الحرب الاقتصادية

 

حرب الميدان ليست بعيدة عن الاقتصاد إن لم تكن به ولأجله، فجميع الحروب تشن لغايات سياسية تخدم أهدافاً اقتصادية في النهاية.. حتى ولو كان الرابط ليس واضحاً للمتابع، فسلاح العقوبات والحصار الاقتصادي يشكل إحدى أدوات الدول الاستعمارية التي تستخدمها في معاقبة خصومها والأمثلة على ذلك كثيرة جداً.
قبل قرابة ستين عاماً فرضت الولايات المتحدة على جارتها كوبا حصارا اقتصادياً قاسياً مازال قائما حتى هذا التاريخ معاقبة للثورة الكوبية وللشعب الكوبي، واليوم تفرض الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيين حصارا وعقوبات ضد إيران وروسيا وضد سورية أيضاً، وهذا ما نلمسه كسوريين منذ بداية الحرب الإرهابية ضد بلدنا في منع وصول المستوردات من دواء وغذاء ومشتقات نفطية.
لا شك أن أعداء سورية وعلى رأسهم الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الاسرائيلي الذين فشلوا في كسر إرادة السوريين سواء عبر أدواتهم الإرهابية أم عبر عدوانهم المباشر، يحاولون اليوم أن يستخدموا سلاح الاقتصاد واستهداف لقمة عيش السوريين في حربهم ضد سورية عبر منع وصول امدادات النفط وغيرها من المواد الأساسية والتي يتم استيرادها من الدول الصديقة.
فالنصر الميداني الذي سجله أبطال الجيش العربي السوري مستندين إلى احتضان شعبي واسع، ضد طيف واسع من الدول وقطعان المرتزقة الإرهابيين، وتصدع جدار الحصار احادي الجانب الذي فرضته سطوة السيطرة الأمريكية على دول المنطقة.. أثار الهلع والحقد الإسرائيلي الذي هاله ان تستعيد سورية عافيتها.
هذا الحقد تجلى في الاعتداءات الجوية المتكررة ضد سورية في محاولة لرفع معنويات الإرهابيين وضخ الأوكسجين في عروقهم، لكنهم فشلوا جميعا في انقاذ ادواتهم فكان التحرك لتسعير الحرب الاقتصادية وإصدار عقوبات جديدة من قبل الاتحاد الأوروبي ضد مؤسسات وشخصيات ورجال أعمال سوريين يتهمهم الاتحاد الأوروبي ومن خلفه اللوبي الصهيوني بدعم الدولة السورية وتأمين احتياجات السوريين.
لكن السوريين الذين تجاوزوا سبعاً عجافاً بتكاتفهم وصبرهم على الشدائد والصعاب وبدعمهم لجيشهم الوطني كسروا العمود الفقري للإرهاب وأفشلوا مخطط واشنطن وانتصروا على 80 دولة حاربتهم معاً، وهم قادرون اليوم أن يكونوا عوناً لبعضهم البعض في وجه الحرب الاقتصادية التي تتمظهر حالياً بأبشع صورها لمنع حالة التعافي التي لا يراد لنا الوصول اليها.
سورية التي تجاوزت منعطفات وصعوبات لم تعرفها دولة قبلها، قادرة على تجاوز الحرب الاقتصادية دون أن تلين عزيمتها ودون أن تقدم تنازلات.. ومشهد السوريين فجر الحادي والعشرين من كانون الثاني الجاري يتابعون دفاعاتهم الجوية تصطاد صواريخ العدو الإسرائيلي في الأجواء، مشهد يؤرق الأعداء ويحاولون تمزيقه.

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 23-1-2019
رقم العدد : 16892

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S