لعب سعودي على حبال الانقسام الأممي .. تحالف العدوان يواصل إرهابه ضد اليمنيين متكئاً على الدعم الغربي
تتفجر ألغام ما يسمى الحل السياسي في اليمن لتصيب اتفاق السويد في مقتل في ظل التعامي الأممي المفضوح عن جرائم وخروقات النظام السعودي بحق الشعب اليمني.
ففي ظل المؤشرات المتصاعدة عن اقتراب انهيار اتفاق السويد نتيجة عدم التزام النظام السعودي ببنوده وعرقلة كل السبل لجلب سلام مأمول للشعب اليمني، يزداد بالمقابل الوضع الإنساني تفاقماً بسبب الحرب المجرمة والحصار المتواصل من قبل هذا النظام لتطفو على سطح المشهد اليمني تساؤلات اليمنيين حول إمكانية وضع حد لتفاقم الأزمة الإنسانية التي تفتك بهم وهل ثمة أفق لإخراج الشعب اليمني مما يعانيه بعدما بات الحل السياسي مهدداً بالموت.
حيث يرى محللون أن بطء الخطا السلمية التي تصب في المصلحة اليمنية تعود الى طبيعة المطامع الاستعمارية التي تتأرجح بين اللاعبين الدوليين ذوي الاطماع الاستعمارية بالأرض اليمنية، فكل يسحب البساط حسب أطماعه في المنطقة ليتعقد المشهد أمام التدخل البريطاني وفقاً لمصادر يمنية أكدت أن سياسة «غريفيثس «كانت مصدر الخلاف مع البريطاني «باتريك كومارت» الذي يتزعم لجنة الأمم المتحدة لإعادة الانتشار في الحديدة، وهو في طريقه لمغادرة منصبه لأن وجوده لم يتمخض عن تحقيق المصالح الأميركية التي تتعارض مع المصالح البريطانية في تقسيم المنطقة ما أضعف دور كل منهما في تنفيذ الاتفاق وأدى الى تعقد المشهد على الساحة اليمنية والذي يضاف الى تصريحات آل سعود التي كثرت بالآونة الأخيرة حول تنصلهم من جرائمهم المرتكبة في اليمن تحت ذرائع واهية تتدعي أن عملياتهم المجرمة التي تقتل الآلاف من اليمنيين تأتي في إطار القانون الدولي والإنساني وأن هدفهم من الحرب العدوانية هو إنقاذ ومساعدة اليمن بحسب التسويق الإعلامي السعودي الكاذب الذي يتاجر بالدم اليمني.
ويرى متابعون للمشهد اليمني أن ما يسمى إنقاذ اليمن ومساعدته شعارات وادعاءات أطلقها آل سعود منذ بدء عدوانهم وحربهم الوحشية غير القانونية مستعينين بوسائلهم الإعلامية المغرضة محرفين الحقائق حول ما يجري من مجازر وتدمير والتي تتفق بحسب زعمهم مع القانون الدولي والإنساني، هكذا وبكل سذاجة وسطحية يحاول إعلام العدوان وجماعة فنادق الرياض اختزال الشأن اليمني بمزيد من المراوغات لتدعمها إجراءات ما يسمى «بناء الثقة» التي اتفق عليها في مشاورات السويد متناسين وبكل صفاقة تواطؤهم وجرائمهم بحق الشعب اليمني الأعزل خلال ما يقارب أربع السنوات.
ويذكر أن منظمة سام للحقوق والحريات ومقرها جنيف رصدت 103 عمليات اغتيال سياسية من قبل النظام السعودي في مدينة عدن منذ 2015 إلى 2018 بينما يقبع المئات من اليمنيين في سجون النظام المجرم ويتعرضون لأقسى أنواع التعذيب الذي يحقق بحسب شعاراتهم المزيفة الاستقرار في اليمن ويضاف لها مؤخراً تصريحات أحد متزعميهم «عبد العزيز» المبعوث الدائم لآل سعود في مجلس حقوق الانسان الذي أثار السخرية والاشمئزاز، حيث تشدق بإحدى جلسات مجلس الأمن في جنيف عن عدد من التوصيات والإفادات بشأن اليمن وأوصى المجتمع الدولي بالاهتمام بالتعليم والرعاية الصحية بينما قامت بلاده بتدمير 365 مستشفى ومرفقاً صحياً و884 مركزاً تعليمياً، كما أنه ادعى اهتمام بلاده بضمان حماية وسلامة الأطفال باليمن، بينما تؤكد الاحصائيات الموثقة والصادرة عن العديد من المنظمات عن استشهاد وجرح 7311 طفلاً بسبب الغارات الجوية وتطبيق حصار أدى إلى وفاة 247000 طفل وامرأة خلال 1400 يوم من الحرب العدوانية على اليمن، علماً أن الاتحاد الأوروبي أضاف مملكة آل سعود إلى قائمة الدول التي تمول الإرهاب.
إلى ذلك ومع هذا الكم الهائل من الدمار والمأساة التي صنعها النظام السعودي في اليمن لايزال هذا النظام يتاجر بالقانون الانساني ويصر على أن هدفه من الحرب المجرمة القضاء على الارهاب علما أنه صناعة سعوأميركية بامتياز، حيث ينطبق عليهم المثل القائل: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت» يروجون للأكاذيب والشائعات التي أثبت عدوانهم الغاشم عدم مصداقيتها ولا يغفل أحد عن المناورات التي أتت في إطار التحرك الذي يهدف إلى تحريض بعض الدول الأعرابية للتطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني الداعمة للمخطط الاستعماري، وهذا ما لوحت من قريب أصابع العميل المجرم ابن سلمان مع ما يسمى رئيس الاستخبارات العامة في مملكة آل سعود بزيارته الأخيرة المستغيثة بكيان الاحتلال ليلتفوا على منضدة المصالح والتآمر الصهيوأميركي.
فيما أشار محللون أن كل ما يرتكبه النظام السعودي وما يتشدق به العدوان إنما نتيجة لهزائمه المتكررة وخصوصاً بعد أن غصت مستشفياته بمرتزقته الذين فشلوا بتنفيذ أجندات مشغليهم حيث وصل أكثر من 500 قتيل ومصاب من المرتزقة إلى مشافي المدن الجنوبية بعد انهزامهم في نجران وجيزان والتي تضاف إلى مقابر جماعية جديدة فتحها النظام السعودي للقتلى بعد أن فضحت تقارير إعلامية وجود عدد من المقابر الجماعية خصوصاً في قطاع جيزان، فكل هذه الوقائع المجرمة كفيلة بتعرية النظام السعودي وتقديم صورة واضحة لطبيعة ما يجري من انتهاكات على أنها إبادة جماعية للشعب اليمني وليست في حد ذاتها حرباً عادية بل تجرد تحالف العدوان عن كل قيم إنسانية.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896