متطلبات مؤجلة..!

 

 

لطالما كانت الحسكة على الدوام تفيض بالخير وتزخر بعطاء الأرض، وهي من الدعائم الأساسية للاقتصاد الوطني، وقد ارتبطت أهمية القطاع الزراعي بالدعم الذي يقدمه لتعزيز صمامات الأمن الغذائي. وإذا كان تقويم الأداء يرتبط عادة بنسبة التنفيذ للخطط والبرامج الإنتاجية في مختلف القطاعات إلا أن المعادلة تبدلت منذ بداية الحرب العدوانية على سورية حيث أصبح التقويم مرتبطاً بالممكن وبالظروف الصعبة وبمناخ العمل وأيضاً بالمزاج العام، ولعل حسن الأداء أصبح في ظل هذه الظروف متصلاً بمدى قدرة ونجاح المعنيين في قطاع ما بالتغلب على الصعاب. وبالعودة إلى بعض الوقائع نلاحظ أن حاجة المحافظة من مادة الطحين على سبيل المثال كانت 550 طناً يومياً في حين لم يتوفر أكثر من 300 طن. وكان ولا يزال السؤال، لماذا بقيت المحافظة تعتمد على مطحنتين فقط في كل أنحاء المحافظة؟.
ونأخذ مثالاً آخر من الكهرباء حيث تتغذى المحافظة من أربعة خطوط، ثلاثة منها خارج المحافظة، ولذلك بقيت خلال الأزمة معطلة. وهنا السؤال أيضاً، لماذا لا نفكر بتطوير وتوسيع محطة السويدية في محافظة الحسكة لتجنب ما حصل خلال سنوات الأزمة؟.
الأمر نفسه ينطبق على التعليم العالي بعد إحداث 8 كليات جامعية في الحسكة حققت زيادة في فرص الالتحاق بالتعليم العالي وأسهمت في تخفيف العبء الاقتصادي عن أهالي المحافظة واليوم أصبحت كل مقومات إحداث الجامعة متوفرة لكنها لا تزال مؤجلة رغم كل الصعوبات الناتجة عن هذا التأخير.
إن أي مراجعة واعية ومسؤولة لوقائع العمل ولا سيما على مستوى الحياة الخدمية والاقتصادية يجب أن تتوقف بالدرجة الأولى عند مؤشرات واضحة للناتج الفعلي للعمل ولذلك عندما تقتضي الضرورة لا بد من تعزيز هذا الناتج بتطوير الأداء وإنجاز الأعمال الممكنة كحد أدنى. ورغم كل ما تقدم فإن ثمة حقيقة وهي أنه مجرد استمرار الحياة في مختلف القطاعات خلال سنوات الحرب يمثل انعطافاً بحد ذاته بالنظر إلى الظروف والتغيرات والتحديات. لكن بالمقابل اليوم يبدو السؤال مشروعاً من قبل الناس في الحسكة: إلى متى تبقى بعض المتطلبات الأساسية والطموحات المشروعة مؤجلة؟.

يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...