لا يبدو أن السياسة العدوانية قابلة للإصلاح، ولا يبدو أنها مستعدة للالتزام بالقوانين الدولية أو احترام ميثاق هيئة الأمم المتحدة في احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فهي أشبه بالضلع الأعوج في المكان غير الصحيح، لا تستطيع الالتزام باتفاق ولا تحفظ عهداً طالما كان ديدنها العداء الإخواني لكل شيء في العالم قرب أم بعد.
فمنذ استأثر أردوغان بالسلطة تحدوه مطامع وأوهام السلطنة المريضة اعتمد سياسة الانقلاب على كل اتفاق أو معاهدة عاكساً بذلك حقيقته العدوانية المتأصلة، والأمر لا يتوقف عند حدود العدوان على سورية وحدها، لكنه يتجاوز ذلك إلى جميع دول الجوار وحتى الدول البعيدة، فلا علاقة صادقة مع الاتحاد الأوروبي ولا ثبات على معاهدة حتى مع الولايات المتحدة الأميركية ودول حلف شمال الأطلسي وصولاً إلى دول أفريقية وأميركية لاتينية وهو بذلك يعيد إلى الأذهان فكرة الجار الأسوأ، فأردوغان المتوهم والمنفوخ بالوهم العثماني مأزوم في الداخل والخارج على حدّ السواء وفي ألاعيبه يحاول الخروج من واقعه المأزوم بخوض معارك دونكيشوتية لن تحصد إلا الخسران والضياع والإساءة إلى الشعب التركي الصديق.
مصطفى المقداد
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896