في خطوة استباقية للضم غير القانوني للضفة الغربية وترسيخ المشروع الاستعماري الاستيطاني تجاه فرض مشروع ما يسمى «إسرائيل الكبرى» على أرض فلسطين المحتلة والذي يعد انتهاكاً صارخاً للشرعية الدولية وقوانيناها وقيمها أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عدم التمديد للتواجد الدولي المؤقت في الخليل «تيف».
هذا الإعلان التعسفي جوبه برفض فلسطيني حيث اعتبره مسؤول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات خطوة نحو نقض وإلغاء حكومة الاحتلال لجميع الاتفاقيات منذ اتفاق أوسلو، مطالباً الأمم المتحدة بإيجاد آليات فورية لتنفيذ قرارها بالحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني بما فيها القدس، حفاظاً على حياة أبنائه وضمان سلامتهم وأمنهم حتى إنهاء الاحتلال.
وأوضح عريقات أن حكومة الاحتلال شنت حملة تحريضية وضيعة وممنهجة على الحقوق الفلسطينية بدعم مطلق من الإدارة الأميركية في إطار الدعاية للانتخابات الصهيونية التي استهدفت حياة وأمن وسلامة الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن معاملة كيان الاحتلال باعتباره فوق القانون الدولي، والسماح له باستمرار تصعيده، بما في ذلك التهديد بعمليات الإخلاء القسري التي تواجه عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس، وحصد أرواح الفلسطينيين يدل على تحول حركة المستوطنين إلى مسير ومنفذ لسياسة الاحتلال.
وأشار إلى أنه على الرغم من الإجماع الدولي على إدانة الاستيطان واعتباره جريمة حرب بموجب ميثاق روما، إلا أن تصريحات نتنياهو الأخيرة للمستوطنين حول عدم إزالة حتى المستوطنات غير القانونية بموجب القانون الصهيوني، وأن كل أرض فلسطين التاريخية هي للكيان الصهيوني هو دليل على احتقارها للنظام والإرادة الدولية، واصفاً هذا القرار بمثابة دعوة مفتوحة لارتكاب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني وإطلاق المستوطنين على أبناء الشعب الفلسطيني دون رقيب أو حسيب، مجدداالمطلب الفلسطيني للأمم المتحدة ودول العالم بضمان سلامة وحماية شعب فلسطين، ليس لضمان استمرار وجود البعثة في الخليل فحسب، بل بنشر قوات حماية دولية دائمة في فلسطين المحتلة بما في ذلك القدس حتى إنهاء الاحتلال.
من جهته وجه مطران القدس عطا الله حنا أمس نداء ورسالة عاجلة إلى الاتحادات البرلمانية والإقليمية الدولية حول ما يخطط لمدينة القدس، خاصة مسألة تصفية مدارس الاونروا العاملة في المدينة المقدسة وتداعيات هذا القرار على حياة المقدسيين الفلسطينيين، وطالب في رسالته بتدخل الاتحادات البرلمانية والإقليمية الدولية بشكل مباشر لإيقاف المشروع الاحتلالي الهادف إلى إغلاق مدارس الاونروا في القدس، والتصدي لسياسات الاحتلال العنصرية في المدينة المقدسة والتي تستهدف الشعب الفلسطيني، مبيناً أن المقدسات الفلسطينية في خطر شديد والمؤسسات الوطنية مستهدفة والمناهج الفلسطينية يراد تغييرها.
من جهة أخرى أقرت حكومة الاحتلال مخططا تهويديا لقطار هوائي «تلفريك» في البلدة القديمة بالقدس المحتلة بهدف ربط شرقي القدس بغربها، وذكرت صحيفة «هآرتس» الصهيونية أن الهدف الحقيقي «للتلفريك» هو تعميق السيطرة الصهيونية على حوض المدينة القديمة وتقوية جمعية «إلعاد» التي تعمل على تهويد سلوان، عقب «الحديقة التوراتية» التي جرى المصادقة عليها مؤخراً، حيث يندرج ضمن المخططات التهويدية الاستيطانية للسيطرة على مدينة القدس وتهويدها بالكامل.
في حين أكد مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو افتتح أمس الأول حياً استيطانياً على أراضي المواطنين الفلسطينيين في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، مؤكداً أن هذا العمل الإجرامي يندرج ضمن الدعاية الإعلامية للانتخابات الصهيونية المقبلة وتحريضا للمستوطنين لسلب المزيد من الأراضي الفلسطينية.
يشار إلى أن قوات الاحتلال نصبت حاجزاً عسكرياً على المدخل الغربي لبلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، ومنعت الدخول والخروج من البلدة، تمهيدا لافتتاح الحي الاستيطاني من قبل نتنياهو.
ميدانياً استشهد أمس مواطن فلسطيني متأثراً بإصابته الجمعة الفائتة خلال مشاركته في مسيرة العودة الكبرى شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، كما أصيب 18 مواطناً على الأقل في اعتداء قوات الاحتلال «الإسرائيلي» على التظاهرة المساندة للحراك البحري الـ 22 على شاطئ بحر بيت لاهيا شمال غربي قطاع غزة.
واقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال التي اعتقلت 12 مواطناً خلال مداهمات شنتها بمناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأربعاء 30-1-2019
رقم العدد : 16897