هزائم الميدان أوجعت «إسرائيل» وأصابت واشنطن بمقتل عنجهيتها.. والبديل الأميركي ابتزاز رخيص على هيئة عقوبات سافرة
تمتهن أميركا عبر التاريخ مهنة افتعال الأزمات والحروب في البلدان التي تقاوم بلطجتها الاستعمارية تحت غايات باتت مكشوفة للجميع وهدفها المعروف تدمير البلدان التي تقف في وجه سياساتها التدميرية القائمة على قتل الشعوب وتجويعها.
فما جرى ويجري اليوم في سورية من دعم أميركي مفضوح للجماعات الارهابية بكافة أشكال الدعم المادي واللوجستي خير دليل على أن واشنطن كانت وما زالت تسير على نهجها الوحشي وهدفها الاساسي من الحرب على سورية الحفاظ على حليفها الكيان الصهيوني الذي يغامر حماقة يوماً بعد آخر باستهداف سورية التي قضت على مرتزقته في الجنوب وبات اليوم بعد إفلاسه في كل اعتداءاته على الأرض السورية هدفاً مشروعاً للدولة السورية لوقف عربدته والتصدي بحزم لكل اعتداءاته.
وواشنطن بعد إفلاسها في تحقيق اهدافها الخبيثة العسكرية والسياسية تناور اليوم بورقة الحصار والعقوبات الاقتصادية على الشعب السوري التي تحاول من ورائها اللعب على وتر النيل من عزيمة الشعب السوري الذي صمد وسيصمد في وجه رياح الفجور والبلطجة الاميركية، في حين أن منسوب الجنون في الاوساط الاسرائيلية يرتفع يوماً بعد آخر وناقوس الخطر بدأ يدق أبواب اسرائيل مع التلويح من قبل الدولة السوية والمقاومة بالرد على أي حماقة جديدة تقترفها ايادي الارهاب الصهيونية، وعقب قرار انسحاب حليفها الاميركي خانعاً من الارض السورية.
حيث لا يختلف اثنان بأن واشنطن وربيبتها إسرائيل، فشلتا فشلاً مدوياً في جميع رهاناتهما في سورية، ولم تتمكنا خلال ثمانية أعوام من المؤامرة الكونية عليها من تحقيق أي هدف من اهدافهما الخبيثة التي وضعوها نصب اعينهم، وما يؤكد تسليم واشنطن لفشلها اعلان الرئيس دونالد ترامب، مؤخراً عن سحب قواته المحتلة من سورية.
وكل المؤشرات تدل أن سورية وحلفاءها انتصروا في الميدان العسكري، وأخفق كيان الاحتلال الإسرائيلي في لي ذراع سورية والمقاومة، وبات الخوف والرعب يقض مضاجع الكيان مع التلويح من قبل المقاومة بفتح جبهة جديدة ضد الكيان الاسرائيلي من مرتفعات الجولان، على غرار الجبهة التي أدت إلى هروب جيش الاحتلال من جنوب لبنان المحتل في أيّار من العام 2000.
باحث في مركز ما يسمى أبحاث الأمن القومي الصهيوني التابِع لجامعة «تل أبيب» المدعو غرشون هكوهين قال في مقال نشره على موقع المركز إنّ طلب روسيا العلني من إسرائيل بالتوقف عن اعتداءاتها الجويّة في الأراضي السورية، وضعت استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على مفترق طرقٍ، على الرغم من مزاعم رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، بأنه ما زال مصراً على مواصلة الاعتداءات على سورية.
وأشار هكوهين إلى أن أبرز أهداف الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على سورية منع فتح جبهة جديدة من مرتفعات الجولان.
وشدد الجنرال الصهيوني على أن تغير الظروف في سورية أثارت الشكوك التي تتزايد بشكل مطرد بأن استمرار المعركة على حالها لا تبعد شبح الحرب عن إسرائيل فقط، إنمّا من شأنها ان تؤدي إلى حرب شاملة لا يمكن السيطرة عليها.
في الوقت نفسه لم يستبعد الجنرال الصهيوني أن تلجأ واشنطن لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على الدولة السورية بهدف الضغط عليها ولي ذراع صمود السوريين وثباتهم في وجه اشرس عاصفة ارهاب، مبيناً بأن واشنطن تظن بعد فشلها في تحقيق ماتصبو اليه في الحرب العسكرية، ستتكفل به الحرب الاقتصادية التي القت بظلالها على قطاع المحروقات والنقص في مادة الغاز وفقدان مواد أولية أخرى، بعد أن كانت المعارك الممنهجة دمرت المنشآت النفطية في عدد من المناطق، وحرمت سورية من عنصر الاكتفاء الذاتي في المواد النفطية والزراعات الأساسية.
وبحسب معلومات فإن ثلاث ناقلات نفط وغاز تنتظر حول قبرص منذ أشهر، بعد منعها من دخول المياه الإقليمية السورية، وعندما حاولت سورية نقل الغاز ببواخر صغيرة، تعرضت لتهديدات أميركية بضربها.
بالمحصلة فإن تاريخ أمريكا حافل بمحاولات تأجيج الحروب وقلب نظام الحكم في بلدانٍ عديدة، ودعم ما يسمى المعارضة في فنزويلا أنموذجاً وتضييق الخناق عن طريق العقوبات الاقتصاديّة بهدف النيل من إرادة الشعوب عبر الابتزاز الاقتصادي السافر.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898