تحالف واشنطن الإرهابي ينتقم لهزائمه من المدنيين .. إدلب على روزنامة التحرير تتصدر أجندات الحسم.. وأردوغان يغص بخيباته
تطورات المشهد القادم من الميدان وما يقوم به الجيش العربي السوري وحلفاؤه في ضرب الارهاب المدعوم أميركياً وغربياً وصهيونياً جعلت من الحسرة عبارة عن عناوين مرسومة على جبين ذلك الحلف الشيطاني.
ففي وقت يواصل فيه نظام أردوغان التنصل من كل التزاماته، والقفز على الحبال، تقف موسكو عند تلك المعطيات لترسل تحذيراتها نحو ذاك النظام، وتبين ضرورة الذهاب بإدلب الى ضفة الامان، بعد أن سيطر عليها تنظيم جبهة النصرة الارهابي تحت ناظري ضامن الإرهابيين التركي.
سورية كانت سباقة في ملف الشمال كما هو حالها في كامل الملفات الميدانية، حيث سحبت الاعترافات، واستبقت الحدث عبر إرسال تعزيزات عسكرية إضافية نحو محافظة ادلب لتعلن بأن موعد التحرير بات قاب قوسين او ادنى.. الامر الذي أرغم مسؤولين اميركيين للإقرار ان سورية انتصرت وستسكمل قطاف بيادر نصرها في العام الجاري عبر تحرير ما تبقى من اراضيها محتلاً أومختطفاً من قبل التنظيمات الارهابية ومشغليها، والتسليم بأن إدلب ستعود حكماً لسيادة الدولة السورية.
واشنطن تدرك جيدا ان مساحة لعبها الارهابي ضاقت كثيرا والتعويل على ادوات مهزومة لم يعد يجدي الا انها كعادتها تنتقم من هزائمها برفع منسوب اجرامها ضد المدنيين تاركة بصماتها الاجرامية فوق جثث المدنيين الامنين.
فيوم امس رفع التحالف الاميركي المزعوم من منسوب وحشيته بحق المدنيين عبر تجديد عدوانه على الأراضي السورية تحت ذريعة محاربة إرهابيي «داعش»، حيث قصف طيران التحالف المزعوم خلال الساعات الماضية الأحياء السكنية في بلدة الباغوز بريف دير الزور، ما تسبب باستشهاد 8 مدنيين ووقوع دمار في ممتلكات الأهالي ومنازلهم.
وهي ليست المرة الاولى فقد ارتكب طيران التحالف الدولي خلال الشهر الجاري 4 مجازر بقصفه قرى الباغوز والباغوز فوقاني والشعفة وبلدة الكشكية في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما أدى إلى استشهاد وجرح عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء ووقوع أضرار مادية كبيرة.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا غير شرعي بزعم محاربة صنيعتها «داعش» في سورية، في حين استهدفت معظم غارات هذا التحالف الارهابي منذ تشكله خارج مجلس الأمن في آب 2014 السكان المدنيين وتسببت بعشرات المجازر وتدمير البنى التحتية والمنشآت الحيوية، كما تسبب هذا التحالف بتدمير مدينة الرقة بشكل شبه كامل.
الى إدلب فيبدو أن كافة المعطيات تقود الى حلول سورية بحتة تحضر لها بعد ان واصل اردوغان مناوراته على حبال الكذب والتنصل من كل الاتفاقيات الامر الذي على ما يبدو أغضب روسيا.
وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف كان قد أعلن بأن إدلب لا يجوز أن تبقى على وضعها هذا كما أنها لا يمكن أن تبقى تحت سيطرة الارهاب، وذلك في رسالة صارمة وجهها الدبلوماسي الروسي للتركي للعدول عن قراراته وأفعاله المنافية لأقواله.
وبحسب محللين فإن موسكو ضاقت ذرعاً من افعال النظام التركي التي يحاول من خلالها اللعب على كافة الحبال والتوجه نحو مزيد من دعم الارهاب في الشمال ولا سيما في محافظة ادلب والمنطقة المتفق عليها في سوتشي.
أما الجيش العربي السوري فقد ذهب ابعد من ذلك عبر مزيد من التحضيرات لعملية عسكرية على ما يبدو أنها باتت قريبة لتحرير محافظة ادلب من العناصر الارهابية كافة ومنها هؤلاء التابعون لأردوغان الطامع بالجغرافيا السورية.
تلك التحضيرات العملية للجيش العربي السوري لم تقف عند حدود التركي الذي بات يترقب بهلع خطوات التحرير السورية، بل تعدت نحو الاميركي الذي سارع للاعتراف والتسليم بأن إدلب ستصبح بقبضة الجيش العربي السوري قريباً، بعد تأكيد فشل تركيا بتنفيذ اتفاق إدلب الذي عقدته مع روسيا.
فقد أكد مدير الاستخبارات القومية الأميركية دان كوتس، أن القوات السورية ستتمكن من استعادة محافظة إدلب خلال العام الجاري.
وقال كوتس، خلال كلمة ألقاها أمام لجنة الاستخبارات لمجلس الشيوخ التابع للكونغرس الأميركي إن الجيش العربي السوري هزم التنظيمات الارهابية لدرجة كبيرة وتسعى حالياً لاستعادة السيطرة على كامل أراضي الدولة، مشدداً على أن الدولة السورية، ستستعيد في 2019 باقي أراضي البلاد الخاضعة لسيطرة الفصائل الارهابية.
تلك الاعترافات لم تأت مصادفة ولن تأتي من فراغ بل هي مبنية على عدة عوامل أهمها الانجازات المتتالية التي حققها الجيش العربي السوري في الميدان وتمكنه من التعامل مع الحرب الكونية عليه بقدرة من الكفاءة العالية.
يذكر أن الدولة السورية على امتداد سنوات الازمة المفتعلة في سورية تسارع الى ترتيب اولوياتها والعمل على تفعيل العمل العسكري في المناطق بحسب رؤيتها للمجريات ووفقاً لأولويات تضعها ضمن خططها الممنهجة.. ومن هنا فإن عملياتها تلك واستمرارها في ضرب الارهاب سواء في ادلب ام في شرق الفرات او في أي منطقة اخرى تنبع من حرصها على استعادة كامل اراضيها وليس على تصريحات من تلك القبيل.
على الصعيد الميداني ردت وحدات من الجيش العربي السوري بضربات نارية مركزة على تحركات المجموعات الإرهابية واعتداءاتهم على النقاط العسكرية المتمركزة لحماية البلدات الآمنة في ريفي حماة الشمالي وإدلب، بعد أن رصدت تحرك مجموعات إرهابية من محور بلدة تل الصخر باتجاه احدى النقاط العسكرية في المنطقة وتعاملت معها بالأسلحة الرشاشة.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه الجماعات الارهابية خرقها لاتفاق سوتشي لعلمها الاكيد ان الدائرة بدأت تضيق عليها وان رعاة الإرهاب سيتخلون عنها ، وخلال فترة قصيرة تبدأ العملية السياسية لحل الازمة في سورية وأن الجيش العربي السوري لن يقف مكتوف الايدي امام هذه الخروقات.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898