الملتقى العلمائي الإسلامي: مواجهة الفكر التكفيري الهدام.. وإعادة إحياء معاني الحضارة الإسلامية المعتدلة
أكد المشاركون في الملتقى العلمائي الإسلامي الرابع عشر الذي انعقد في فندق إيبلا تحت عنوان (دور العلماء في تأصيل مفهوم المواطنة وحفظ الأوطان) أهمية غرس قيم الوطنية ومحبة الوطن والدفاع عنه لدى الأجيال وتعزيز أواصر الوحدة الوطنية والانسجام بين كافة أبناء الوطن الواحد والتصدي للفكر التكفيري الذي يعتمد على إقصاء وإلغاء الآخر.
وناقش المشاركون في الملتقى الذي أقامته وزارة الأوقاف بالتعاون مع مكتب قائد الثورة الإسلامية في إيران في سورية عدداً من المحاور أبرزها مفهوم الوطن ومنظومة الفكر الإسلامي ومنطلقات ومباني فقه المواطنة وهوية الذات بين الانتماء العقدي والانتماء الوطني ودور التكفير والصهيونية في تشويه مفهوم المواطنة وهدم الأوطان وثنائية المقاومة والمواطنة.
وفي كلمته أمام الملتقى أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد أن النظامين التركي والسعودي ومن ورائهم أمريكا والكيان الصهيوني جاؤوا بالإرهابيين من كل أصقاع الأرض إلى سورية لتدميرها وقتل أبنائها والقضاء على الحضارة الإنسانية فيها، مشيراً إلى الوهابية التكفيرية الإرهابية التي شهد السوريون ظلامها وقتلها وجرائمها وتآمرها على بلادهم.
وأوضح الوزير السيد أن سورية التي تحمل الفكر الوسطي المعتدل والمحب تقدر عاليا دور الدول الحليفة والصديقة التي وقفت إلى جانبها في حربها ضد الإرهاب ولا سيما الجمهورية الإسلامية في إيران والمقاومة اللبنانية.
من جانبه أكد ممثل قائد الثورة الإسلامية في إيران أبو الفضل الطبطبائي أن سورية كانت ومازالت وطن الإخاء ومنارة العلم والإيمان والرائدة في التقريب والحوار بين المذاهب داعياً العلماء ورجال الدين إلى القيام بدورهم التاريخي في إعادة إحياء معاني الحضارة الإسلامية المعتدلة وقيمها الإنسانية الراقية.
كما أشار رئيس مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ محسن الآراكي إلى ارتباط مفهوم العزة بالوطن وهوية الشعوب الاسلامية مبيناً أن نوايا الولايات المتحدة والصهيونية ومن يدعون العروبة باتت مكشوفة للأمتين العربية والإسلامية ويجب الوقوف إلى جانب المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق بكل صمود وثبات.
بدوره أكد الدكتور الشيخ أكرم بركات ممثل حزب الله في لبنان أن الإرهابيين في سورية مارسوا عمليات الإلغاء والإقصاء والتكفير وصبوا بلاءهم على الشعب السوري محاولين تهديد نسيجه ومحبته الوطنية داعياً إلى تعزيز قيم حب الوطن وانتماء الفرد الاجتماعي إلى الإنسانية وفقاً للمفهوم الإسلامي.
من جهته شدد السفير الإيراني بدمشق جواد ترك أبادي على أهمية تعميق مفاهيم الانتماء وأطر التواصل وحب الوطن داعياً العلماء ورجال الدين والمفكرين والمثقفين إلى مواجهة الفكر الظلامي والتكفيري الهدام بعلمهم وكلماتهم وتقويم كل اعوجاج.
من جانبه لفت رئيس مجلس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي إلى أن أولئك الذي ظنوا أن سيادة سورية تشترى من الأعداء خرجوا منها وبقي أبطالها راسخين كالجبال بفضل الجيش الأبي الذي دافع ببسالة عن وطنه وأبنائه مشيراً إلى ما قامت به المؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية في صون وحدة وتماسك سورية إلى جانب الجيش العربي السوري البطل.
وتخلل الملتقى تكريم عدد من أمهات الشهداء وتقديم هدايا عينية ورمزية لهن.
شارك في الملتقى حشد كبير من العلماء ورجال الدين من سورية وإيران والعراق ولبنان واليمن.
سانا – الثورة
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898