تسير الدولة السورية نحو الاجتماع الثاني عشر المقرر في آستنة أواسط الشهر القادم بخطا ثابتة وواثقة لحل الأزمة، كما هي ثقتها باستعادة كافة أراضيها وتطهيرها من الغزو والاحتلال والإرهاب على يد جيشها المقاوم.
وتدرك جيداً أن منظومة العدوان، وفي مقدمتها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، مازالت ترمي بكل ثقلها لمنع إنجاز انتصار جيشها، ولمد عمر الأزمة إلى أجل آخر، ولإفشال كل اجتماعات الحوار الوطني وتلك التي تبحث عن حل سلمي للأزمة، ولوضع العصي في عجلات الانسحاب الأميركي من سورية، وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على السوريين.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره التنبؤات أو الرجم بالغيب بل هو حقيقة واقعة تؤكدها أجندات منظومة العدوان المشبوهة التي تتسرب تفاصيلها يوماً بعد آخر، وتشير إليها بالبنان قوانين ما يسمى قيصر والقائمة السوداء وخطط ما يسمى المناطق الآمنة المزعومة التي عاد وطرحها ترامب وتلقفها أردوغان وكأنها الملاذ الأخير لمشاريعه العدوانية ضد سورية.
فأردوغان مازال يبحث في سراديب الموت الأميركية عن قشة تنقذ مخططاته الفاشلة وتسهل له مهمته الإخوانية في المنطقة برمتها، وترامب وطاقم حكمه مازالوا يوزعون الأدوار المسرحية الهزيلة فيما بينهم بين مؤيد للانسحاب الفوري للقوات الأميركية المحتلة وبين معارض له، أو بأضعف الإيمان إبطاء ذلك الانسحاب ريثما يتم الاستثمار فيه إلى آخر رمق ممكن.
لكن النظام التركي لا يدرك حتى الآن أن فشله يأتي ضمن منطق الأشياء التي تفترض هزيمة المحتلين مهما كانت قوتهم وغطرستهم، ومثله إدارة البيت الأبيض الاستعمارية التي لا ترى في الشعوب والدول الأخرى سوى بقرة حلوب يجب استثمارها، متجاهلة أن هذا المنطق الأعوج تلفظه كل القوانين والشرائع الدولية وتثبت فشله كل التجارب الماضية على مستوى العالم.
المفارقة المثيرة للسخرية أن أقطاب منظومة العدوان مازالوا يروجون أكاذيبهم ذاتها عندما يطرحون مخططاتهم القديمة الجديدة وهي محاربة الإرهاب، مع أنهم الذين مولوه وقدموا العون لتنظيماته وسهلوا عبورها إلى سورية وأشرفوا على تدريبها.
ومازالوا يزعمون برغبتهم بالحل السلمي مع أنهم من نسف محطات آستنة وقبلها جنيف بشروطهم المنافية للقانون الدولي وللسيادة السورية، وبدعمهم للمتطرفين والإرهابيين أمثال داعش وقسد والقاعدة والنصرة، لكن مزاعمهم وأباطيلهم ستذهب أدراج الرياح لأن السوريين دحروا الإرهاب وسيهزمون الاحتلال وجميع مخططاته بقوة إرادتهم وعزيمتهم.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898