لا توجد منطقة وسطى

عنواني جملة يحفظها المغرمون بالشاعر بصمة سورية صليل المعاني، نزار قباني أستعيرها لأناشد الدنيا ومن عليها، إنها سورية.. لا نقبل في حبها منطقة وسطى.. روح تشع فينا نعشقها ونهيم بحبها، أرادوا صلبها فعمدناها وجبلنا تربها بدمنا لنبنيها.
حشدوا لها الخونة، زعران العالم، شطاره ولصوصه، حقنوا أرضها بأعتى المجرمين والإرهابيين، ليقضوا مضاجع أبنائها بموت فتاك عبثي، لم يبق من سلاح إلا ودعموا به سياطهم القاتلة، اغتصبوا سماءها وأمطروها بقذائف محرمة دولياً لأجل مآربهم
انتهوا في النهاية كقناديل البحر، عندما نلقيها على الشاطئ لتذوب مع سطوع الشمس هُزموا وانتصرت سورية. فشل مشروعهم العسكري؛ أمام إنجازات الجيش العربي السوري. تحطمت مزاعم أنانيتهم؛ أمام صمود شعب هو أسطورة الحاضر والماضي
الهزيمة العسكرية باتت كابوساً يؤرق أعداء سورية المباشرين.. نتنياهو الفاسد بات يخشى السجن بفقده الحصانة إن خسر الانتخابات المقبلة. فأخذ يصدّر أزمته غارات جعلت من أبنائنا رواداً للأسطح والشرفات، لتصوير تصيّد صواريخنا لقذائف حقدهم.
أما أردوغان فتطايرت أحلامه، وأصبح يقيناً إدانته بتمويل ودعم الإرهاب، ثم انتهاك حرمة وغزو الأرض السورية، كشفت مراوغاته لإيهام العالم أنه قادر على تفكيك عصابات الإرهاب في إدلب، كما محاولة كسب صندوق الاقتراع بلعب ورقة الأكراد
نتنياهو وأردوغان باتت خشيتهما خسران الانتخابات واقعاً، فأيديهما الملطخة بدماء السوريين أفقدتهما ثقة جمهورهما، خاصة بعد فشل تعهد الأخير في سوتشي، فأخذ يستجدي العودة لمعاهدة أضنة، والأول العودة لاتفاقية فض الاشتباك في الجولان 74.
ما طيّر صواب الرجلين قرار ترامب سحب قواته من سورية، نتنياهو اعتبره جزءاً من التخلي عن أمن كيانه وربوبية أمريكا له، وأردوغان اعتبره شرخاً في علاقتهما البينية، مع أنه جزء أطلسي، والاثنان شعرا بأنهما يضيعان بين من باع ومن اشترى
الخسارة العسكرية عوضتها أمريكا بسلسلة عقوبات اقتصادية على الدولة السورية وبعض رجالها ممن خففوا الأزمة، بتأمين احتياجات الوطن وسوقه من أي نقص، أرضت وكلاءها، وخففت خيبتها باقتناص الفرحة وإضعاف ثقة المواطن بالنصر.
انتهت سنيّ الحصار والتجويع لأماكن تحمَّل فيها المواطنون ما تَكِلُّ عنه شعوب أعدائهم لو نالت ذات المصاب، لم يعد الضوضاء الإعلامي في عسكرة الحرب مجدياً، فتحول أعداؤنا إلى معركة اقتصادية تدعمها ماكينة إعلامية حاقدة ناشطة.
كما تغلغل ما دعي الربيع العربي من ثغرات المطالب، يحاول عدونا التسلل بحربه الاقتصادية من ضعف الأداء الإداري الذي اتكل على المنجز العسكري دون التنبه لبقايا خلايا نائمة، وذخائر دفينة، وفاسدون ومفسدون ما زالوا في الجحور يتلطون.
المسؤولية في إفشال الحرب الاقتصادية مزدوجة، الجزء الأكبر منها تتحمل الحكومة ومؤسساتها مسؤوليته، بالمصارحة الصادقة وبذل الجهود الناجعة لتأمين احتياجات المواطنين، والعمل للاستفادة من مقدرات الوطن، وإبداعات الشباب في إيجاد الحلول.
أما الجزء الثاني فيتقبله المواطن؛ بإدراك مساعي الحكومة وإداراتها وإعانتها بحلول عامة وباتخاذ تدابير خاصّةْ محاولاً الترشيد، رغم الظروف المناخية القاسية التي تمر بها البلاد، مع الحذر والحيطة منعاً لأحداث وصلت حد الكوارث في بعض الوقت..
إن هزيمة عدونا تحتاج تكاتف وتكثيف الجهود ومتابعة الجهات المعنية في تأمين الاحتياجات حسب أولوياتها، والاستفادة من الاتفاقيات التي وقعت قبل أيام مع الحليفة إيران بالتعجيل بتطبيق الأهم فالمهم، وبذلك نفوت الفرصة على إعلام العدو.
العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب من قبل الأمريكي هي عربدة جائرة لخلق بؤر توتر في سورية وتشتيت الرأي العام، وجعله سوقاً تتضارب فيه أسهم الوطنية للتأثير على رأي المواطن ووأد أي عملية انتخابية تؤدي لاستقرار الوطن وتعافيه.
وجاء (حديث العام) لسماحة السيد حسن نصر الله، بشفافيته وتفصيلاته وبصدقيته المعهودة مزلزلاً لأعداء سورية وحلف المقاومة، ما أعطى صدى عريضاً لإنعاش الأمل في الشعب العربي، علَّه يستفيق ويبعث، ويتوحد، وليوقع الوجل والخوف بين الصهاينة. ببراعة تشخيصه الواقعي لقوة المقاومة، وتزايد خبرة الجيش السوري.
بين الوطنية واللاوطنية لا توجد منطقة وسطى، لذا على كل الشعب في سورية تحمُّل مسؤولياته، وتعزيز النصر العسكري، بالانتصار في معركة الاقتصاد.. والمعني الأهم بذلك؛ سعي الحكومة لأنها الضلع الأساس في مثلث الدولة، يساعدها المواطن برقابته، والقضاء بقصاصه العادل.
إضاءات
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898

 

آخر الأخبار
سوريا تشارك في الاجتماع العربي السابع للحد من الكوارث بخطة وطنية دمشق تُعيد رسم خارطة النفوذ..  قراءة في زيارة الشرع إلى روسيا الاتحادية وزير الطوارىء: نحن أبناء المخيّمات..نسعى لإعمار وطنٍ يُبنى بالعدل أوضاع المعتقلين وذوي الضحايا .. محور جولة هيئة العدالة الانتقالية بحلب بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات