واشنطن ترمي حبالها لإنقاذ «داعش» في دير الزور… أردوغان عالق في فخ الانسحاب.. يلهث وراء خديعة «المنطقة الآمنة» المزعومة

لم يكن الانسحاب الأميركي المزعوم من سورية الذي سوق له الرئيس الاميركي دونالد ترامب الا أكذوبة جديدة من أكاذيب واشنطن التي تبيت تحتها نيات استعمارية فشلت في تحقيقها مسبقاً وتم إحباطها من الجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصار تلو الآخر، ليلحق في الركب الاميركي المأزوم النظام القطري من بوابة دعم ارهابيي الخوذ البيض، ويحاول التركي بالتعاون مع الاميركي تغيير مصطلح «المنطقة الآمنة» إلى»المنطقة الأمنية» في لعب أحمق على المصطلحات بعد يقينهم بفشلهم الذريع بتحقيق وهم منطقتهم المزعومة، ليبقى الانتصار السوري عنوان المرحلة القادمة رغماً عن أنوف أعداء سورية.
في هذا السياق يبدو الإعلان الذي أطلقه ترامب والمتمثل بانسحاب القوات الأمريكية المحتلة من سورية عقب القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي يبدو ذريعة لكسب المزيد من الوقت، وأن القوات الأمريكية المحتلة، مثلها مثل قوات الكيان الصهيوني، لن تتراجع عن مواقعها إلا باستخدام القوة ضدها، والتناقض الأمريكي حول هذا الملف ليس جديداً، فعقب إعلان الرئيس «دونالد ترامب» قبل عدة أشهر عن قرب خروج قواته المحتلة من سورية، أرسل البنتاغون عشرات الجنود إلى شمال سورية، كما بدأت واشنطن بناء قاعدتين عسكريتين بمحيط مدينة «منبج» التي تسيطر عليها ما تسمى «قوات سورية الديمقراطية».
من جهتها زعمت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن القوات الأمريكية لديها سيطرة إقليمية على حوالي ثلث سورية، ولربما ستبقى مسيطرة على تلك المناطق لفترة غير محددة من الزمن» وأن مدينة الرقة المدمرة بفعل إرهاب تحالف واشنطن الإرهابي أصبحت عاصمة لمن تبقّى من إرهابيي تنظيم «داعش» ومكاناً آمناً لجذب الإرهابيين الأجانب القادمين من جميع أنحاء العالم.
وحسب محللين فإن هذه المدينة تعتبر الذريعة الأمريكية الجديدة لاستمرار البقاء غير الشرعي في سورية، والدليل أن البيت الأبيض قام بإرسال الآلاف من الجنود الأمريكيين إلى سورية للمرة الأولى قبل ثلاث سنوات تحت ذريعة مساعدة ميليشيا قسد في قتال تنظيم «داعش» الإرهابي.
وووفقاً للمحللين فقد ركزت الاستراتيجية العسكرية الأمريكية على الزيادات المتواصلة في أعداد جنودها من القوات الخاصة والمدربين والمستشارين وعلى تقديم الدعم اللوجستي للإرهابيين ولميليشيا قسد بإمدادات عسكرية وبمعلومات استخباراتية وقصف مدفعي وإسناد جوي من طائرات تحالف واشنطن المزعوم، وهي ذات الاستراتيجية التي اتبعتها القوات الأمريكية في غزوها للعراق.
هذه الحقائق التي تثبت خبث النيات الأمريكية في تسويق اكاذيب انسحابها جاءت مع تأكيد وسائل إعلام تابعة للتنظيمات الارهابية عن وصول ضباط أمريكيين إلى ريف دير الزور الشرقي خلال الأيام القليلة الماضية، لتنظيم ما سمتها المفاوضات التي تجري مع ارهابيي «داعش» لتسليم أنفسهم وإعادتهم إلى بلدانهم، مشيرة الى أن ارهابيي داعش الموجودين في ريف دير الزورهم من جنسيات غير سورية.
وفي محاولة جديدة لتحالف العدوان التركي الأمريكي على سورية لتصعيد حدة التوتر في سورية على الصعيدين السياسي والعسكري، تواصل واشنطن سعيهما لكسب تركيا إلى صفهما بالتوازي مع الحفاظ على مصالحهما في المنطقة.
حيث أفادت مصادر إعلامية بأنه ستعقد في واشنطن الثلاثاء المقبل، اجتماعات اللجنة الأمريكية التركية على مستوى كبار الموظفين قبل لقاء وزير الخارجية مايك بومبيو وووزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو على هامش المؤتمر الوزاري للتحالف الأمريكي المزعوم في اليوم الثاني، للحديث حول ما بات يعرف بـ»المنطقة الآمنة» المرادة أميركياً وتركياً، وحسب المصادر فأن النظام التركي يسعى لاقتناع شريكه الارهابي الاميركي بأن يتم تعديل مصطلح «المنطقة الآمنة» الى»منطقة أمنية» والتي يزعم الجانب التركي بانها لحماية الأمن القومي التركي.
وأفادت المصادر بنية أنقرة إخراج نحو سبعة آلاف مما تسمى «وحدات حماية الشعب» إلى خارج «المنطقة الأمنية»، على أن يحل محلهم ميليشيات أخرى انشقت عن ميليشيا «قسد»، إضافة إلى ارهابيين من فصائل سيوفرهم رئيس ما يسمى «تيار الغد» أحمد الجربا الذي كرر زياراته إلى أنقرة وأربيل، في محاولة واضحة من قبل الولايات المتحدة لإرضاء النظام التركي مقابل إبقاء هيمنتها على المنطقة.
في وقت تحاول فيه مشيخة قطر اللعب على وتر خيباتها، في هذا السياق وعلى الرغم من إثبات ضلوع ما تسمى منظمة «الخوذ البيضاء» بالهجمات الكيميائية التي حصلت في سورية، قدمت قطر مبلغ مليوني دولار أمريكي لهم تحت ذريعة القيام بمشاريع إغاثية وتنموية في المناطق التي تتواجد فيها.
وتم نشر صور لمتزعم «الخوذ البيضاء»، أثناء توقيعه للدعم المقدم مع أحد المسؤولين القطريين في «صندوق قطر للتنمية».
تأتي هذه الخطوة مع مواصلة وزارة الدفاع الروسية تحذيراتها بشأن تحضير «الخوذ البيضاء» لهجمات كيماوية جديدة في محافظة إدلب، بعد أن أثبتت الوزارة ضلوع المنظمة الإرهابية في تلك الهجمات السابقة سواءً في خان شيخون أو في الغوطة الشرقية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية دعمت بحوالي 6.6 ملايين دولار أمريكي «الخوذ البيضاء»، في حزيران الماضي، من أصل 200 مليون دولار تعهد بها وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون سابقاً.
وجاء التمويل بعدما ادعت أمريكا في أيار الماضي انها جمدت الدعم المالي عن المنظمة الارهابية، بعد يقين معظم الدول الداعمة للفصائل الارهابية المسلحة بنصر الدولة السورية.

الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأثنين 4-2-2019
رقم العدد : 16901

آخر الأخبار
غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة