في كل عام وكل يوم يبقى الحنين إلى الإذاعة موجودا, نعم.. إنه الحنين الذي يرسم لوحات من الذكريات الجميلة, ذكريات حملت كنوزاً من العطاء والإنتاج الذي مازال يعيش بيننا ونعيش على أمجاده.
«هنا دمشق» عبارة تكاد تنشر في الأرض طولاً وعرضاً, محلياً وعربياً… تتجدد في كل يوم… مع إشراقة شمس جديد, وفجر صنعه السوريون بالكد والتعب والمثابرة.
إنها إذاعة دمشق القاطنة في ساحة الأمويين, حيث السيف الدمشقي العريق, وبردى العظيم… والممتدة إلى كافة أنحاء الأراضي السورية.
هي ليست ككل الإذاعات, بل هي جهود كبيرة, ومحاولات حثيثة, وعطاء مثمر ومهم لتكون الإذاعة الوطنية الرائدة التي لها مكانتها ودورها في المنطقة.
في بداياتها اهتمت كثيراً باللغة العربية ولاتزال، ومن أبوابها انطلق عمالقة الغناء والطرب في الوطن العربي كـفيروز ووديع الصافي وعبد الحليم حافظ وفايزة أحمد وصباح فخري وغيرهم الكثير.
لم تغفل يوماً عن متابعة الأحداث العامة في الوطن العربي كافة, وإغناء ثقافة المجتمع وحيوية نشاطاته, كما لم تبتعد عن أحوال الناس ومعيشتهم وطرح مختلف القضايا الاجتماعية من خلال برامج منوعة وأعمال درامية ساهم في تقديمها عدد من الفنانين الرواد منهم: حكمت محسن وأنور البابا وتيسير السعدي، وفهد كعيكاتي، وهدى الشعراوي.
في هذه الأيام التي زَخَرَت بالنصر نحتفل في إذاعة دمشق, وفي الامس احتفلنا بمن كُرّم من فناني الإذاعة الذين قدموا تاريخاً فنياً مهماً,لأننا مؤمنون بأن الإعلام السوري (إذاعياً ومرئياً ومقروءاً) قادر على خوض المعارك والمنافسة وحمل قضايا وأبعاد شديدة الأهمية, والأهم هو الأقدر على حمل الرسالة.. رسالة الحب والمهنية والمصداقية المطلقة.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 6-2-2019
رقم العدد : 16903