نزيف الكفاءات

 

 

تشكل المحافظة على الكفاءات والخبرات حجر الأساس في بناء المجتمعات، ويلعب رأس المال البشري دوراً مهماً بخدمة التنمية في جميع دول العالم دون استثناء، وذلك باعتباره عماد أي تنمية مستقرة ومستدامة، وقد التفت الكثير من الدول إلى أهمية هذا الموضوع واعتبرت الرأسمال البشري أهم من الثروات الطبيعية وغيرها، وتنبهت لمدى خطورة نزيف الكفاءات وأصحاب الخبرات والمؤهلات وعملت على التمسك بهم واستغلال طاقاتهم، والاستفادة منهم في تنمية أوطانهم وتقدمها وازدهارها، بدلاً من دفعها للهجرة إلى دول أخرى لتستفيد من خبرتهم وعقولهم.
وهنا لابد من دق ناقوس الخطر للتحذير من الآثار السلبية لاستمرار ظاهرة تسرب الكوادر والكفاءات في الكثير من مؤسساتنا، كما حصل مؤخراً بالمؤسسة العامة للجيولوجيا حيث تم تكريم 85 جيولوجياً بسبب نهاية الخدمة، وكان من الأولى أن يتم التمديد لهم نظراً لخبراتهم العالية والتي تضاهي خبرات الكوادر الأجنبية بمجال المسح والتنقيب عن النفط والثروات المعدنية من جهة، ولعدم وجود بدائل مؤهلة ومدربة للعمل بالشكل المطلوب من جهة أخرى، ناهيك عن أن البلد بأمس الحاجة لهذه المهارات والخبرات، والتي آثر الكثير من أصحابها البقاء بعمله رغم كل المغريات التي قدمت للبعض منهم للهجرة، ورغم كل ظروف الحرب والتهديد إلا أنهم استمروا بالذهاب إلى مواقع عملهم، وكان من الأجدر التمييز بين التفريط بهذه الكفاءات والتي لا يمكن تعويضها وبين تسرب اليد العاملة العادية.
تعد مشكلة هجرة الكفاءات العلمية من أخطر المشاكل كونها تشكل ظاهرة سلبية على المجتمعات من الناحيتين العلمية والمادية وتؤثر على خططها التنموية، أضف إلى ذلك حرمان الدولة من الاستفادة من خبرات ومؤهلات كفاءاتها الّتي عملت على تأهيلها على مدار سنوات طويلة، والمستفيد الأول والرابح من هذه المشكلة هي بعض الدول الّتي تقوم عبر وسائل عديدة على جذب هذه الخبرات والمؤهلات، ومازاد الطين بلة هو الحرب الظالمة التي شنت على سورية ما دفع الكثير من الأطباء والصيادلة والمهندسين وغيرهم إلى الهجرة سواء تحت الترغيب تارة وتحت التهديد من قبل العصابات المسلحة تارة أخرى.
من هنا لابد من العمل وعلى جميع المستويات الحكومية والأهلية والمجتمعية للحفاظ على ما تبقى من العقول والأدمغة وتعديل القوانين المتعلقة بالعمل وإيجاد صيغة للاستفادة من خبرات البعض ممن وصلوا لسن نهاية الخدمة، والحيلولة دون التفريط بالطاقات الكفؤوة والمؤهلة للمساهمة في بناء وإعادة إعمار البلاد.
بسام زيود

التاريخ: الأربعاء 6-2-2019
رقم العدد : 16903

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية