ماذا بعد سوتشي؟

 

تزايدت خلال الشهر الماضي الاعتداءات الإرهابية التي يشنها إرهابيو تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات المرتبطة به على المناطق الآمنة في محيط محافظة إدلب، وخصوصاً بعدما قام التنظيم الإرهابي بتصفية بقية الجماعات المتطرفة في المنطقة، وأطبق سيطرته على معظم أرجاء المحافظة مع ما ترافق من معلومات عن استحضار مسرحيات كيميائية جديدة من قبل منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية.
تحرّك الجماعات الإرهابية في إدلب جاء على وقع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول نيته سحب القوات الأميركية الغازية من سورية، وارتفاع الصراخ التركي بالحديث عن إقامة ما يطلق عليها «منطقة آمنة» شمال البلاد بالتنسيق مع الأميركي، الأمر الذي يوحي بتنسيق حقيقي بين التحركات الثلاثة.
الروسي الذي استدعى رئيس النظام التركي إلى موسكو مؤخراً يتابع المشهد بأعصابه الباردة، ويحلل التحرّكات، وينتظر وصول ضامني أستانا إلى سوتشي منتصف الشهر الجاري، ولا شك أنّ بؤرة الإرهاب في محافظة إدلب التي لا يمكن السكوت عليها وفق تعبير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ستكون محور النقاش.
فالتنظيم المدرج على لوائح الإرهاب العالمية يوسّع سيطرته تحت حماية النظام التركي، وهذا الأمر يتناقض مع اتفاق سوتشي الأخير بشأن هذه المنطقة، والذي يؤكد الالتزام بالقضاء على هذه البؤرة الإرهابية، وبناء عليه فإنّ اجتماع سوتشي القادم لن يكون كسابقيه، وخصوصاً أنّ التفاهمات التي تم التوصل إليها لم يتم الإيفاء بها من قبل النظام التركي.
لن يستطيع النظام التركي الدفاع عن تنظيماته الإرهابية بعد الآن، وسورية لن تقبل إلا بإعادة جميع المناطق إلى سلطة الدولة، سواء في إدلب أم في المناطق الشمالية الشرقية، وهي مستعدة للخيارات كافة، فهي تفتح ذراعيها لمن يريد العودة إلى حضن الوطن سلماً، وتستعد للمعركة في حال تطلّب الأمر من الجيش العربي السوري دحر الإرهاب وإعادة جميع المناطق إلى سيطرة الدولة السورية.
ورغم أنّ الولايات المتحدة تحاول تخريب وعرقلة أيّ حلّ تفرضه إرادة الدولة السورية وحلفائها سواء عبر حديثها عن إقامة «منطقة آمنة» بالتعاون مع النظام التركي، أم عبر إصدارها أمر عمليات بالتوقف عن الانفتاح العربي على دمشق وتشديد الحصار الخانق ضد الشعب السوري، فواشنطن تدرك جيداً أنها غير قادرة على التأثير في شكل الحل النهائي، ولن تستطيع أن تصمد في معركة الصبر الاستراتيجي الذي تتقنه دمشق.. وفي معركة الصبر ما عرفت دمشق الانكسار.. فما بعد سوتشي نار حامية على رؤوس الإرهابيين ومن يدعمهم.
عبد الرحيم أحمد

 

التاريخ: الأربعاء 6-2-2019
رقم العدد : 16903

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة