لايزال موضوع «بريكست» يهيمن على المشهد السياسي الأوروبي عموماً والبريطاني بشكل خاص, وسط حالة من القلق والغموض تخيم على الأجواء خشية الخروج دون التوصل إلى اتفاق وما لذلك من تداعيات سلبية خطيرة على الأوضاع السياسية والاقتصادية ستطال كافة الأطراف, فيما يبدو أن خطط مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي في الموعد المرتقب أواخر الشهر المقبل, بات موضع شكوك بعد أن رفض النواب البريطانيون بأغلبية ساحقة نص الاتفاق, الأمر الذي زاد الضغوط على رئيسة الحكومة تيريزا ماي التي تستعد للتوجه مجددا إلى بروكسل وبجعبتها أفكار ومقترحات جديدة سعياً لإنقاذ الاتفاق, والحصول على ضمانات قانونية وسياسية من زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن الترتيبات المتعلقة بـ « شبكة الأمان « الخاصة بالحدود الإيرلندية, التي تشكل عقبة أساسية في وجه إتمام الاتفاق.
صحيفة «ديلى تليغراف» البريطانية كشفت في عددها الصادر أمس أن وزراء في حكومة بلادهم أجروا محادثات سرية بشأن خطة لتأجيل الانسحاب من الاتحاد الأوروبي «بريكست» لمدة ثمانية أسابيع.
وحسب الصحيفة، يرغب الوزراء في أن يوافق الاتحاد الأوروبي على فترة سماح لشهرين بعد موعد الانسحاب المقرر في 29 آذار، إذا مر اتفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي من خلال البرلمان للسماح بوقت إضافي لتشريع لازم.
وستظل المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي بنفس الشروط خلال هذه الفترة المؤقتة.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «ذا صن» البريطانية أن وزراء بالحكومة يدرسون خطة سرية للإبقاء على الحدود الأيرلندية مفتوحة.
وتضمن الخطة ألا تكون هناك حاجة لأي إجراءات تفتيش مادية على الحدود أو إقامة بنية تحتية مادية.
من جهته انتقد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك مؤيدي بريكست, معتبراً أنهم لم يفكروا ملياً في عواقب هذه الخطوة ولم يضعوا خطة لها.
ونقلت فرانس برس عن توسك قوله بعد لقائه رئيس وزراء إيرلندا ليو فرادكار في بروكسل أمس: مؤيدو بريكست مكانهم الجحيم لكونهم روجوا لها دون التفكير بوضع خطة بدائية لانجازه بأمان.
ومن المقرر أن يلتقي توسك اليوم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في بروكسل إلى جانب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر لإجراء محادثات حول بريكست, فيما يسعى الطرفان لإنقاذ الاتفاق المبرم بينهما.
وأعرب توسك عن أمله بأن يستمع من ماي إلى اقتراحات واقعية حول طريقة إنهاء الطريق المسدود الذي وصل إليه بريكست بعد رفض البرلمان البريطاني بأغلبيته التصديق على التسوية بين المفاوضين الأوروبيين والبريطانيين.
وكانت المفوضية الأوروبية حذرت من عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق, معبرة عن تشاؤمها إزاء إمكانية التوصل لتوافق بشأن بريكست.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 7-2-2019
رقم العدد : 16904
