جدد مزاعمه بسحب قواته المحتلة من سورية.. ترامب يصعّد نهجه العدواني ويصوّب سهامه نحو إيران و فنزويلا والصين
استمراراً للسياسات والتصريحات المتناقضة وغير المتزنة التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الكثير من القضايا والمسائل الدولية منذ توليه الحكم، والتي أرخت بظلالها على شعبيته داخل أميركا، ولاقت استهجانا دوليا واسعا، صوب سهامه العدوانية مجددا ضد الكثير من الدول التي تناهض سياسة بلاده المتغطرسة.
وفي خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الليلة قبل الماضية أمام الكونغرس الأميركي ونقلته وسائل اعلام أميركية، جدد ترامب التأكيد على سياساته العدائية تجاه فنزويلا وإيران والصين، وادعى مجددا أنه سيسحب قواته المحتلة من سورية وأفغانستان، غير أن الوقائع على الأرض تشير إلى عكس ذلك.
وقد عبر ترامب عن استمرار دعمه للمحاولة الانقلابية التي يقوم بها زعيم المعارضة اليمينية في فنزويلا خوان غوايدو ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو زاعما أنه يدعم «شعب فنزويلا في سعيه إلى الحرية».
كما ادعى ترامب مجددا تصميمه على سحب القوات الأميركية من سورية وأفغانستان في أسرع وقت ممكن مشيرا إلى أن إدارته تجري «محادثات بناءة» مع جماعات في أفغانستان بينها طالبان وأنها ستتمكن من خفض القوات الأميركية هناك والتركيز على مكافحة الإرهاب إذا حققت تقدما.
وحول العلاقة مع ايران كرر ترامب اتهاماته لها بدعم الإرهاب مدعيا أن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي جاء «لضمان عدم حصول هذا البلد على أسلحة نووية».
وفيما يتعلق بالعلاقة مع الصين حذر ترامب بكين من أن «سرقة وظائف الأمريكيين وثرواتهم يجب أن تنتهي» حسب وصفه مطالبا بـ»تغييرات هيكلية» من بكين لإنهاء ممارساتها التجارية «غير العادلة».
وقال ترامب: أكن الكثير من الاحترام للرئيس الصيني شي جين بينغ ونحن نعمل على اتفاق تجاري جديد مع الصين لكنه يجب أن يتضمن تغييرات هيكلية حقيقية لإنهاء الممارسات التجارية غير العادلة وخفض العجز المزمن لدينا وحماية الوظائف الأمريكية.
إلى ذلك أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيلتقي رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون يومي الـ 27 والـ 28 من شباط الحالي في فيتنام لمواصلة المفاوضات المتعلقة بنزع الأسلحة النووية لكوريا الديمقراطية.
وقال ترامب في خطابه «في إطار دبلوماسيتنا نواصل جهدنا التاريخي من أجل السلام في شبه الجزيرة الكورية» منوها بالتقدم الذي تحقق منذ الانفراج الذي بدأ في العام الماضي.
وكان ترامب التقى الرئيس الكوري الديمقراطي في حزيران العام الماضي في سنغافورة في أول قمة بين الدولتين حيث وقع الرئيسان وثيقة مشتركة شاملة.
ومثل هذا الاجتماع تحولا كبيرا في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية إلا أن المراقبين يشيرون إلى أن واشنطن لا تلتزم بتعهداتها وخير دليل على ذلك هو انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران الذي أثار انتقادات واسعة حول العالم.
حتى أن الداخل الأميركي لم يسلم من عدوانية ترامب فوجه تهدايدته بإعادة الإغلاق الحكومي بحال لم يستجب الدايمقراطيون لمطالبه بتمويل الجدار مع المكسيك، ودعا أعضاء الكونغرس إلى العمل معا بشأن قضية الهجرة.
وكثف الرئيس الأمريكي الدعوات الى التسوية وتجاوز الخلافات الحزبية لكن الديمقراطيين سارعوا إلى رفض بادرته بعد إصراره في الخطاب على بناء الجدار المثير للجدل على الحدود الامريكية المكسيكية ما ينذر بتوتر سياسي جديد في المستقبل القريب.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 7-2-2019
رقم العدد : 16904