ثورة اون لاين – ديب علي حسن :
يتنطح رؤساء الولايات المتحدة الأميركية كل عام للحديث عن حال اتحادهم , وهذا عرف متبع عندهم , فيه جردة حساب ورؤى لما تحقق , وما يخططون له , بمعنى آخر حصاد بيدر العام , ولكن الواقع أبعد من ذلك , فكون الأميركييون منذ أن تم التأسيس يعدون انفسهم مكلفين برسالة سماوية , فهم أيضا يعيشون فكرة أنهم الشعب المختار , وما كان قبلهم ليس مقبولا , وما يحدث بعد وجودهم لن يكون مباركا مالم ينال الرضى الأميركي .
ألم تلاحظوا أن كل الرؤساء الأميركيين يفتتحون خطاباتهم بالقول إنهم مباركون من السماء , ومكلفون بما يقومون به ؟ ريغان وكلينتون , وبوش الأب والابن , بل إن الابن قال :إن السماء كلفته بما قام به من غزو للعراق , وحين جن ترامب وقصف مواقع سورية كانت اللغة نفسها , قس على ذلك الكثير , ومن يعتقد أن اميركا ليست متدينة بمعنى التعصب الأعمى فهو واهم ومخطيء , وبكل الأحوال , لغة الاعتماد على السماء في كل الخطابات الاميركية , لابد أن تأتي بأول الخطاب , أوآخره بالقول : بارك الله أميركا ..
بالعودة بعد هذا إلى خطاب ترامب الذي وزع فيه الأدوار وتحدث عن حال الاتحاد , وبدا خليفة الله على الأرض , هنا اعترض , وهناك وافق , وقسم العالم : هذا شرير , وذاك نال الرضى , وحتى أولئك الذين ينالون الرضى من التبع , لايعني أنهم فعلا قد دخلوا موكب القداسة التي يؤمن بها الأميركيون , بل هم أدوات صغيرة سخرها الله لهم حتى يقوموا بهذا الدور , ولذا لايشعرن االكثيرون أنهم فعلا مقربون , ليسوا في أحسن الأحوال ( كلاب حراسة ) لقطيع عالمي , يظن سيد البيت الأسود أنه المسؤول عنه , حال الاتحاد ليس بخير بمثل هذه الرعونة , وحال العالم أيضا كذلك , الخطاب السنوي الذي يلقيه رئيس الولايات المتحدة , يظنه هو وحيا مقدسا لقادة العالم , ولكن الحقيقة أن على الجميع الانتباه أن محراك الشر يتنقل من مكان لآخر والقادم أعظم , العالم , ليس بخير , مادام السيد الأميركي ينصب نفسه وكيلا لله على الأرض , ولافرق بين تعصبهم وما تفعله داعش , كلاهما من جذر واحد , مع الصهيونية.