بعد الخيبة الآسيوية الى اتحاد كرة القدم على نفسه الركون إلى الصمت والهروب إلى الظل, والابتعاد عن الأضواء, وربما توصل إلى قناعة بعدم جدوى الوقوف ملياً عند التفاصيل المرهقة وتلك التي يمكن تصنيفها في خانة المستعصي على الحل, ووجد أن خير وسيلة لنسيان ما فات الانصراف إلى ما هو آت.. فتصفيات مونديال 2022 تبدأ بعد شهور قليلة, والمنتخب الأولمبي على أعتاب استحقاق هام.
لجنة لتطوير اللعبة وتكليف مدرب وطني بقيادة المنتخب في التصفيات الدولية, ردة فعل الاتحاد على كل ماحدث في الفترة الماضية, ولا ندري إن كان الاتحاد قطع رجاءه من المدرب الأجنبي وأدرك أن المدرب الوطني أفضل خيار في الوقت الحالي , وخصوصاً أن السوية التي تبحث فيها كرتنا عن مدرب من خارج الحدود منخفضة تبعاً لامكاناتها المالية المتواضعة, ولكون المدرب الوطني أقرب إلى الواقع بصعوباته وتحدياته وتطلعاته, وهو القادر على قيادة دفة المنتخب في التصفيات, وليس مطلوباً منه تطوير اللعبة والارتقاء بالمستوى الفني لها..
تعود العلاقة الجدلية إلى أروقة الحاجة الماسة لمدرب ذي مواصفات عالية وكفاءة وخبرة كبيرتين, والواقع الصعب المفروض على كرتنا, وتكون الحلول التوفيقية دائماً بالعودة إلى أبناء البلد..ولعل المشكلة ليست في الاختيار, ولا في المفاضلة بين المدرب المحلي والمدرب الأجنبي, بل في الركون إلى الحلول المجتزأة والارتماء في أحضان الأهداف المرحلية, والنأي عن التخطيط الاستراتيجي, والسعي الدؤوب نحو الغايات الآنية.
مازن أبو شملة
التاريخ: الاثنين 11-2-2019
رقم العدد : 16906