إقرار برنامج دعم وتمكين المسرحين من خدمة العلم جاء ملبياً لرغبات وتطلعات شرائح واسعة جداً من المجتمع كان من المفترض أن يقر منذ سنوات، ولا سيما أن هناك من مضى على خدمته الإلزامية حوالي العشر سنوات، ومنهم من تجاوز السبع سنوات احتياطياً هذا برنامج الدعم والتمكين كما أطلق عليه ينطبق على من أمضى خمس سنوات أو أكثر في الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية وكذلك الذين تم تسريحهم نتيجة إصابة في العمليات الحربية ولم يتم تخصيصهم بمعاش تقاعدي كامل أو جزئي، ويشمل تقديم مبلغ 35 ألف ليرة شهرياً لمدة عام، حيث يتم خلال هذه الفترة تسهيل حصول من يشملهم هذا البرنامج على فرصة عمل سواء في القطاع العام أو الخاص أو الأهلي وهنا السؤال:
ماذا بعد انقضاء فترة العام ولم يتم الحصول على فرصة عمل..؟!
ثم ما التسهيلات التي سيتم تقديمها لتأسيس مشروعات متناهية الصغر؟ وما نوعها؟ والآليات والإجراءات التي يتم اعتمادها لتأهيل وصقل مهارات هؤلاء حرفياً ومهنياً ليتمكنوا من الحصول على القرض اللازم؟ وما مقدار هذا القرض والأسس والضوابط المتبعة لمنحه وتسديده…؟!
وأسئلة عديدة أخرى تدور في ذهن من يشملهم برنامج الدعم والتمكين، لا شك أن هذا البرنامج أوجد بارقة أمل وأعطى دفعة معنوية ومادية لشريحة مهمة جداً لم تبخل يوماً ولن تبخل في أداء الواجب الوطني، حيث شكل لديها قناعة وحافزاً على أن تكون كغيرها من الشرائح الاجتماعية الأخرى فاعلة ومشاركة في عملية التنمية ودوران العجلة الاقتصادية من خلال المشاريع والمهن التي سيقومون بها عبر هذا البرنامج الذي سيوفر لهم الدعم المالي اللازم لأهمية الموضوع ووضعه موضع التنفيذ الفعلي باشرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في وضع آلية ميسرة ليكون التنفيذ قريباً جداً بعد توافر البيانات والوثائق المطلوبة، واللافت في الأمر أن الجهات المعنية مباشرة سواء أكانت الشؤون الاجتماعية والعمل أم وزارة الدفاع ووزارة الداخلية أولت هذا البرنامج كل الاهتمام والمتابعة وبدأت العمل ليأخذ طريقه إلى التطبيق بأقصى سرعة ممكنة.
جاء إقرار برنامج دعم وتمكين المسرحين ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك قوة الدولة وتعافيها وحرصها واهتمامها بكل أبنائها والتزاماً منها، حيث إن المواطن على قناعة وثقة تامة بأن الدولة التي صمدت وناضلت وقاتلت على مدار أكثر من ثماني سنوات هذا الإرهاب قادرة على أن تحقق المزيد من العيش الكريم والرفاهية وهي لن تدخر جهداً في سبيل ذلك.
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 12-2-2019
الرقم: 16907