أقر بالجرائم المرتكبة ضد المدنيين السوريين وتدمير مدنهم …ضابط فرنسي في «التحالف الأميركي»: كم بلدة سندمر قبل أن ندرك خطأنا؟
لا يحتاج «التحالف الأميركي» إلى المزيد من الأدلة لإثبات جرائمه بحق المدنيين، تحت مزاعم محاربة داعش، الذي أنتجته الولايات المتحدة لتستثمر في مجازره، ودمرت مدينة الرقة، والبنى التحتية للعديد من القرى والمدن الأخرى بذريعة محاربتها لمنتوجها الإرهابي الذي لم تزل تحميه حتى اليوم، وتجلي متزعميه ومرتزقته إلى أماكن أخرى، ولكن الحقائق الجديدة التي تظهر كل يوم تكشف بالقين القاطع تعمد أميركا وتحالفها سيئ الصيت لقتل المدنيين، وإطالة أمد الأزمة في سورية.
أحد الضباط الفرنسيين المشاركين في العمليات العدوانية لذاك التحالف، وهو الكولونيل فرانسوا ريجي لوغرييه كشف في مقال نشرته مجلة «ريفيو ديفانس ناسيونال» الفرنسية حجم المجازر التي يرتكبها «التحالف الأميركي» بحق السوريين الأبرياء والتدمير الذي يلحقه بمدنهم، ما دفع الجيش الفرنسي للإعلان عن عزمه على معاقبة هذا الضابط لفضحه أساليب وجرائم عمل القوات المنضوية في إطار ذاك «التحالف».
وقد تحدث الضابط الفرنسي عن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها «التحالف» متسائلا «كم بلدة ينبغي أن يحدث فيها دمار وقتل كما حدث في هجين كي ندرك أننا نسلك المسار الخطأ» مؤكدا أن «التحالف» بأعماله هذه أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد القتلى من المدنيين ومستويات الدمار في المدن السورية «لتركيز عملياته على التصدي للخطر الذي يتعرض له».
وأقر الضابط الفرنسي بأن إطالة أمد الأزمة في سورية كان أحد أهداف عدوان تحالف واشنطن المتواصل على السوريين وبناهم التحتية عندما قال: «نطيل أمد الصراع دون داع من خلال رفض الاشتباك البري ومن ثم نساهم في زيادة عدد الضحايا بين السكان كما دمرنا بشكل هائل البنية الأساسية وأعطينا الناس صورة مقيتة لما قد تكون عليه عملية تحرير بلد على الطراز الغربي».
وتشكيكا بأهداف «التحالف» الذي يزعم محاربة الإرهاب أكد الضابط الفرنسي أنه كان بإمكان «التحالف» القضاء على الإرهابيين كما يزعم «بشكل أسرع وأكثر كفاءة بكثير» متسائلا «كم بلدة ينبغي أن يحدث فيها ما حدث في هجين كي ندرك أننا نسلك المسار الخطأ»؟
الجيش الفرنسي وفي تأكيد لحقيقة مؤامرة «التحالف» غير الشرعي أعلن عزمه على معاقبة الضابط لفضحه أساليب وجرائم عمل القوات المنضوية في إطار هذا «التحالف» وارتكاباتها بحق المدنيين السوريين ومدنهم. وقال متحدث باسم الجيش الفرنسي في رسالة نصية نقلتها رويترز «ندرس حاليا فرض عقوبة على لوغرييه» فيما حذفت صحيفة ريفيو ديفانس ناسيونال مقالة لوغرييه من موقعها الالكتروني في انتهاك صارخ لحريات التعبير والإعلام التي طالما تغنت بها الدول الغربية وروجتها واستخدمتها سلاحا مسلطا لمحاربة الدول التي لا تسير على نهجها وتحت عباءتها.
وشكلت واشنطن في آب من عام 2014 تحالفا استعراضيا غير شرعي من خارج مجلس الأمن بزعم محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي يضم في قوامه قوات احتلال فرنسي دأب على استهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية من جسور ومحطات توليد الطاقة ومستشفيات وتدميرها وارتكب عشرات المجازر بحق المدنيين الأبرياء إضافة إلى تدمير مدينة الرقة بالكامل.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 18-2-2019
رقم العدد : 16912