خطاب ترامب الفاشي.. ومنصة رجم الاشتراكية

أطلق ترامب خطابا عالميا ضد الاشتراكية في إحدى جامعات فلوريدا استهدف فيه فنزويلا بالدرجة الأولى في حملة عدوانية شرسة حيث تميز هذا الخطاب الذي ألقاه أمام ممثلين عن الحزب الجمهوري وعملاء من اليمين الفنزويلي والكوبي هتفوا لترامب ولأمريكا بطابع فاشي. وفيه أعاد ليس فقط لغة المكارثية ( اتجاه سياسي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1950 شدد الرقابة على الشيوعيين وقاد بعضهم الى السجن كما حظر مؤلفات الكتاب اليساريين الاوروبيين ) لكن أيضا لغة موسوليني وهتلر في اوروبا أعوام 1930 ومع تقليد تلك الشخصيات الفاشية تناغمت عنده وتوافقت هيستيريا معاداة الاشتراكية والتهييج لحرب امبريالية فأعلن صراحة أن واشنطن تعتبر الانقلاب ضد حكومة مادورو هو خطوة أولى لحرب تطول نصف القارة الأمريكية إذ تهدف الى قلب أنظمة حكومات مثل نيكاراغوا وكوبا وضد النفوذ المتنامي لخصوم الولايات المتحدة «الصين وروسيا في أمريكا اللاتينية «.
بالنسبة لترامب فإن خطاب ميامي دون شك هو من الدفعات الأولى لحملته الانتخابية عام 2020 التي يسعى من خلالها لتحريك العناصر الأكثر تطرفا من اليمين في الولايات المتحدة كما يسعى لوضع الديمقراطيين في حالة الدفاع واجبارهم على دحض أي علاقة مع «الاشتراكية» أو اليسار معتمداً على ضعفهم الفطري وبحيث لا يقدم أي منهم على توجيه إيعازات للشعب الأمريكي وكما كشف مساعدوه فإن رجل البيت الأبيض درس خطابات أدولف هتلر وكتاباته فهو يمارس سياسات تقود الى ديكتاتورية صرفة والى قمع تمارسه دولة بوليسية كشرطي على العالم، خطاب ترامب المليء بأمنيات حرب عالمية ضد «الشيوعية والاشتراكية» يعكس الخوف المتنامي في أوساط القيادة الأمريكية. الهدف من الخطاب لم يكن مهاجمة السياسة التافهة لـ بيرنيساندرس أو الكسندريا او كازيوكورتش لكنه ضد التحدي الخطير لسلطتهم وثرواتهم من الطبقات الفقيرة بالتزايد المستمر للاضرابات التي تهز أركان هذه الطبقة الحاكمة بما فيها التي تندلع ضد النقابات الموجودة كما هي ترسيخ مطلق لفئة العمال والشباب الذين أظهرت الاستفتاءات عن آراء الجيل الشاب بأنهم يفضلون الاشتراكية على الرأسمالية وهذا الخوف والتحسب بين الأغنياء الذي يملكون مليارات بل آلاف المليارات في أمريكا هو في صلب البرنامج الفاشي الذي أذاعه ترامب .
كما يأتي هذا الخطاب بعد إعلان حالة الطوارئ بأيام قليلة فهدفه المباشر هو استخدام الجيش لبناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في حين أن التآمر أكبر بكثير من ذلك وإعلان الهجوم على الحدود بحد ذاته يأتي ضد المعايير المؤسساتية الأساسية والحقوق الديمقراطية وبوقوفه ضد أي معارضة للولايات المتحدة فإن ترامب مع مستشاريه يتبعون استراتيجية فاشية ففي خطابه الهجومي هذا أعلن أن الاشتراكية بطبيعتها لا تحترم الحدود وتبحث دائماً عن التمدد والانتشار» هذه العبارة تعكس بحد ذاتها مخاوف طبقته الحاكمة من الحركة المتنامية لطبقة العمال كما حدث في اضطرابات العمال المكسيكيين في المصانع التي تعمل في صناعة السيارات الأمريكية على الحدود التي يريد ترامب اغلاقها وبمواجهة هذا التحرك والتعبير المنبثق عن الاتحاد الدولي لطبقات العمال ينفث ترامب سم نزعته العنصرية وكرهه للأجانب محاكياً ومقلداً الفاشيين في أعوام الثلاثينات بقوله:»لقد حان أفول الاشتراكية في نصف قارتنا « وفي خطابه هذا الذي كتبه له معاونه ستيفن ميلر فيما يخص فنزويلا أعلن أن واشنطن تبحث عن انتقال سلمي للسلطة لكن جميع الخيارات مفتوحة .
هذا التهديد المباشر لتدخل عسكري أمريكي يحدث في الوقت الذي يتورط فيه البنتاغون أكثر فأكثر بتحريض واضح على الحدود الفنزويلية حيث يستخدم طائرات شحن C-17لنقل حمولات تزعم أنها «مساعدات انسانية « الى الحدود الكولومبية، واشنطن معروفة باستخدام أحجياتها «الانسانية» كتلك التي استخدمتها في آسيا الوسطى وغيرها من البلدان كوسيلة لنقل السلاح الى جماعات ارهابية فالهدف من نقل هذا المخزون الى الحدود هو التحريض على مواجهة مع الجيش الفنزويلي والذي من شأنه أن يكون حجة لتدخل عسكري أمريكي مباشر .
إن انصهار ترامب في هذا الطموح الامبريالي لإخضاع أمريكا اللاتينية مع معاداته المسعورة للاشتراكية سيقود إن لم يتم ايقافه الى حرب في جميع أنحاء القارة الأمريكية والى حركة قمع كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
عن موقع فالميه

ترجمة: مها محفوض محمد
التاريخ: الجمعة 22-2-2019
الرقم: 16916

 

 

 

 

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة