أكثر من مرة قرأت كلمة السيد الرئيس بشار الأسد وتوجيهاته لرؤوساء المجالس المحلية، وفي كل مرة يجد القارىء برامج عمل تحتاج لمن يلتقطها وينفذها ونأخذ اليوم مثالاً عن غياب آليات العمل والمعايير، فعندما يقول السيد الرئيس (كل مشكلاتنا التي نعاني منها بغض النظر عن الوضع الحالي والظرف الحالي وظروف الحرب أنه لدينا قوانين ولكن لا يوجد لدينا معايير وآليات.. إذا كانت موجودة فهي ضعيفة أو غير سليمة لكن المشكلة الأساسية عندما تصدر أفضل القوانين ونأتي بأفضل المسؤولين ولا نضع معايير ولا آليات).
إن مثل هذه الحقيقة التي يؤكدها السيد الرئيس تتطلب منا التذكير بمسألة في غاية الأهمية وهي وحدة القياس والتقويم الدوري للأداء والتأكيد على تحديد وتطبيق المعايير الرقابية أو معايير الأداء وقياس الأداء الفعلي أي قياس نتائج الأعمال وتصحيح الأخطاء فيما بين النتائج الفعلية والنتائج المطلوبة، وأيضاً أهمية الارتقاء بالمهام والمسؤوليات والتخلص من ثقافة الركود، والعمل باتجاه الإصلاح والتطوير الذي يضمن زيادة المنافع المادية والاجتماعية للفرد والمجتمع معاً والسؤال هنا: من الشخص الذي يستطيع بمواصفاته ومؤهلاته تجسيد ذلك؟ إنه المسؤول الذي يتمتع بروح الفريق الواحد ولا يعيش أخلاقيات مزدوجة إحداها في حياته العامة الشخصية والأخرى في العمل فالأخلاقيات الشخصية لا بد أن تتطابق مع الأخلاقيات القيادية والإدارية وينغمس في القضايا الاستراتيجية.
ولعل في مقدمة المبادئ العامة الأساسية لتطوير العمل في أي مؤسسة القيام بالخطوات الرئيسية لتطوير العمل بدءاً من تكافؤ الفرص بين العاملين والابتعاد عن المحسوبيات في اختيار المفاصل الإدارية، ووضع هيكلية إدارية جديدة تتضمن وضع برامج للتنمية الإدارية للعاملين والاستخدام الأمثل للكوادر البشرية. ولعل ذلك يجب أن يكون من أولى الأولويات التي تعمل على تجسيدها المجالس المحلية من خلال الاهتمام بالتأهيل والتدريب والتفتيش عن الخبرات الموجودة في مختلف الاختصاصات والاستفادة منها بعيداً عن المحسوبيات والعلاقات الشخصية وبعيداً عن المجيء بشخص إلى أي عمل فقط لأنه بحاجة إلى عمل أو موقع ما وإنما يجب أن نأتي بالخبرات والكفاءات إلى الوحدات الإدارية كي تسهم فعلاً في تطوير عملها والارتقاء بدورها وهذا هو شعار وعنوان الاجتماع النوعي لرؤوساء المجالس المحلية في كافة المحافظات كي لا يبقى الشعار حبراً على الورق أو كي لا ننسى الشعار بعد انتهاء الاجتماع والعودة إلى مواقع عملنا.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 26-2-2019
الرقم: 16918