إن ما نعيشه من فوضى الانفتاح الإلكتروني يجعلنا قلقين دائماً على مصير أبنائنا بشكل عام إذ لم يكن الوصول الى المواقع و المواد التي تعرض كل شيء دون ضوابط تراعي الحالة العمرية في السابق بالسهولة نفسها المتاحة الآن،إذا أضفنا إلى ذلك امتلاك الأطفال للأجهزة و الشاشات الذكية في سن مبكرة جداً فلم يعد بإمكان الآباء إقناع أطفالهم باقتناء أجهزة عادية للمكالمات فقط و إنما أصبحت الأجهزة الذكية مدعاة للحداثة والمفاخرة بين أبنائنا.
و هنا نجد أنفسنا أمام خطر حقيقي يهدد أطفالنا إذا ما صادفوا أثناء تصفحهم للإنترنت أو إقحام هذه المواد في العاب الفيديو كلعبة(gta )ففي بداية كل مرحلة من هذه اللعبة و غيرها يتم إقحام مقاطع إباحية على شكل ألعاب تظهر أمام أعين الأطفال دون أي قصد منهم فتثير الكثير من الاضطراب في شخصيتهم وتسمم أفكارهم وتعمل على اللعب بغرائزهم لتدفعهم إلى الانحراف مستقبلاً.
وكما نعلم جميعاً أن للتكنولوجيا ايجابيات لا يمكن عدها إذا تم استخدامها بالشكل الأمثل وإذا عرف كل شخص منا كيفية التعامل معها و الاستفادة منها.
إذاً المشكلة ليست فيها و إنما في أنفس البعض ومن هنا ينطلق دور الأسرة في توعية الأبناء إلى ضرورة الابتعاد ما أمكن عن هذه المواقع ومدى خطورتها عليهم حيث يتوجب على الآباء أن يكونوا قريبين من أبنائهم وخصوصاً في مرحلتي الطفولة والمراهقة حيث تكون مشاعرهم مرهفة وهشة ومن السهل انقيادهم نحو الخطأ.
ولا نستطيع التقرب منهم إلا من خلال خلق الثقة بيننا وبينهم وإتاحة الفرصة للسؤال عمّا في رؤوسهم دون أي حرج وبحرية وبصراحة والسعي إلى كسر حاجز الخوف الذي يسيطر عليهم.
إضافةً إلى مراقبة سلوكهم من حينٍ لآخر وهذا يعتمد على تعاون الأسرة مع المدرسة للإحاطة بكل الظروف التي يمرون بها ومعرفة الأصدقاء المقربين منهم والأمكنة التي يقصدونها.
وفي هذا الإطار يعتبر الإعلام من أهم الوسائل الفعالة في تثبيت قيم المجتمع ونقل تراثه من جيل لآخر لقدرته على إحداث تأثير خاص على الأفراد وخصوصاً الأطفال مع التركيز على تكرارها مرات عديدة مما يجعلها تترسخ في ذهن الأطفال والناشئة الذين لا يزالون في مرحلة التلقي وذلك من خلال المسلسلات والقصص والأغاني وافلام سينما ..التي تعكس قيم المجتمع ومعتقداته.
علا محمد
التاريخ: الخميس 28-2-2019
الرقم: 16920