تـــوازن الرعـــب يختــــل في الرجــــوع لحـــــــرب!!

منذ أمد دخلت باكستان والهند إلى النادي النووي العالمي وأضيف اسم هاتين الدولتين للدول التي تمتلك سلاحا نوويا، حيث أصبحت باكستان تمتلك عددا يقدر بـ130 -140 قنبلة نووية. كما أن الهند أصبحت تمتلك ما بين 120-130 قنبلة نووية. وعلى الرغم من امتلاك كلا الدولتين للسلاح النووي بقيت كل منهما تنفي امتلاكها له.
القدرات النووية الباكستانية..
أنشأت باكستان لجنة للبحث القضائي والجوي في عام 1961 ثم عمدت منذ عام 1962 إلى اختبار إطلاق الصواريخ في المحيط الهندي. وفي ذات العام زودتها الولايات المتحدة بمفاعل نووي يعتمد على الماء الخفيف بقدرة 50 ميغاواطاً حيث باشرت بتشغيله في عام 1965. وقد رفضت إسلام أباد التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة وطورت قدرتها من أجل إنشاء مركبات صاروخية.
وفي عام 1974 صرح رئيس الوزراء الباكستان ذو الفقار علي بوتو عن عزم بلاده على تطوير سلاحها النووي حيث أسرعت إسلام أباد في حشد المزيد من الطاقات العلمية للحاق بما وصلت إليه الهند من تقدم في هذا المجال. وفي هذا السياق، قامت كندا بتزويد إسلام أباد بمفاعل من نوع الماء الثقيل مع منشأة لإنتاج الماء الثقيل. وقد استطاع العلماء الباكستانيون تطوير المفاعل الموجود لديهم وزيادة قدرته إلى 50 ميغاواطاً علما بأن الباكستان منذ أن امتلكت الهند السلاح النووي لم تتوقف البتة عن محاولة الحصول على الأسلحة النووية باتباعها أسلوبين الأول: بالحصول على البلوتونيوم من مفاعل الأبحاث والثاني بالعمل على إشباع اليورانيوم وكان الطريق أيسر لأنه لا يتطلب سوى استخراج اليورانيوم وفصله وفق طرق خاصة حيث ساعد علماء فرنسيون في إعداد معمل لتوضيب وقود البلوتونيوم عام 1974، إلا أن ثمة عراقيل حدثت نتيجة ما قامت به الدول الغربية من حظر للتكنولوجيا النووية على باكستان وممارسة الضغوط عليها بهدف وقف برنامجها النووي. وقد استطاعت الباكستان الوصول إلى تحقيق هدفها المنشود بإنشاء معهد الأبحاث الهندسية في كاهوتا وتخصيب اليورانيوم خلال مدة تناهز ست سنوات.
أصدر مركزا الدراسات السياسية الأميركيان الشهيران «كارنيغي» و»ستيمسون» تقريراً يتناول قدرات باكستان العسكرية النووية. ويحذر التقرير من أن الادارة الباكستانية ربما تصنع 20 رأسا نووياً في كل عام، وهذا يعني انها في طريقها لتصبح خلال العقد المقبل ثالث قوة نووية في العالم بعد الولايات المتحدة الاميركية وروسيا.
ورجح التقرير أن تمتلك باكستان، بالسرعة التي تنتج فيها الآن رؤوساً نووية، 350 سلاحاً نووياً مع نهاية العقد الجاري او بحلول عام 2025 كحد أقصى. وهذا الرقم سيجعلها مباشرة ثالث قوة نووية في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا التي تمتلك كل منهما آلاف القنابل النووية.
وتعتبر الأسلحة النووية الباكستانية أسلحة تكتيكية وهي أسلحة قابلة للتزود برؤوس نووية بأحجام صغيرة، وقد عمدت إلى نشر هذا النوع من الصواريخ على حدودها مع الهند وهي تقوم الآن باختبار صواريخ محمولة على السفن، كما أن لديها صواريخ محمولة جواً. ومما هو جدير بالذكر أن الباكستان لا تمتلك صواريخ بالستية ولديها صواريخ أرض أرض نشرتها على حدودها مع الهند ذلك لأن عقيدتها العسكرية تقوم على مواجهة عدوها الرئيس واللدود المتمثل بالهند.
القدرات النووية الهندية
تمكنت الهند من حيازة الأسلحة النووية عام 1974، وقد تم لها الاختبار النووي في 11 أيار عام 1998، وفي 13 أيار من ذات العام تم تفجير عبوتين انشطاريتين إضافية. إذ تحتفظ الهند بسياسة الردع النووي ضد الخصوم النووية حيث تتوخى بناء الحد الأدنى من الردع للحفاظ على قدرة الرد.
وقد أجرى الجيش الهندي في 18 كانون الثاني من العام الفائت اختباراً للصواريخ البالستية العابرة للقارات «آغني-5»، القادرة على حمل رؤوس حربية نووية. ونقلت وكالة «IANS» الهندية للأنباء عن مصدر في وزارة الدفاع أن الاختبار جرى في جزيرة عبد الكلام، قبالة سواحل ولاية أوريسا الشرقية وكللت بالنجاح. وقد سبق أن أجري الاختبار الأول لصاروخ «آغني-5»، يوم 19 نيسان من عام 2012. ويؤكد الخبراء العسكريون أن «آغني-5»، التي يصل مداها إلى أكثر من 5 آلاف كم، ستكون قادرة، إذا لزم الأمر، على ضرب الأعداء الجيوسياسيين للهند. ما يجدر ذكر أن الهند تملك 4 أنواع من صوارخ «آغني» في الخدمة: «آغني-1»، التي يصل مداها إلى 700 كم و»آغني-2» ألفي كم و»آغني-3» و»آغني-4» يتراوح مداها ما بين 2500-3500 كم. ومن المتوقع أن يعتمد «آغني-5»، الذي يصل مداه إلى أكثر من 5 آلاف كم، بعد الانتهاء من الاختبارات الحالية. كما يجري العمل على تطوير صاروخ «آغني-6»، الذي يشكل مداه 10 آلاف كم، إضافة إلى القدرة على إطلاق من الغواصات. إذ من المرجح أن تصبح الهند واحدة من الدول الأربع فقط في العالم لامتلاك ثالوث نووي.
كما أنه لدى الهند أيضاً الطائرات القاذفة مثل توبوليف 142 وكذلك طائرات مقاتلة سوخوي سو مثل MK130، داسو ميراج 2000، ومن طراز ميج 29 و HAL تيجاس قابلة للتزود بقنابل وصواريخ مزودة برؤوس نووية.
وكانت الهند وباكستان أعلنتا رسمياً كبلدين نوويين في العام 1998. وهناك قلق دائم في الغرب من احتمال حصول حرب بين الجارتين تستخدم فيها الاسلحة النووية وخاصة أن البلدين خاضتا ثلاث حروب كبرى ضد أحدهما الآخر خلال العقود المنصرمة. وأكدت الهند مرات عدة أن ترسانتها النووية شكلية بالدرجة الاولى ولن تستخدم في الحروب، لكن باكستان حذرت من أنها قد تضطر الى استخدام أسلحتها النووية في حال قيام الجيش الهندي باجتياح الاراضي الباكستانية، فهي تخشى على الدوام العديد الهائل للجيش الهندي، لذا ترى إسلام أباد أن التلويح بالسلاح النووي هو السبيل الوحيد لمنع الهند من التفكير بأي تحرك عدواني ضدها.

إعداد: ليندا سكوتي
التاريخ: الجمعة 1-3-2019
الرقم: 16921

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة