ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
تكذب الإدارة الأميركية حتى في الهواء الذي يتنفسه مسؤولوها، وفيما يتعلق بسورية وأزمتها فإن الكذب الأميركي يتعدى الحدود والسقوف لأن الأمر مرتبط بأجنداتها العدوانية في المنطقة وبأمن كيانها الإسرائيلي اللقيط.
بعد خسارتها أوراقها الإرهابية في سورية بعد تحرير الجيش العربي السوري لمعظم الجغرافيا السورية ودحره للتنظيمات المتطرفة، بدأت باختراع الأكاذيب والترويج لسيناريوهات الدجل والغطرسة علها تنقذ استراتيجيتها المنهارة.
مرة بتسريب قرار انسحاب قواتها المحتلة وإذ به قرار ملغوم ولا أساس له من الصحة، ومرة بتسريب مسرحيات كيميائية مفترضة على يد إرهابيي الخوذ البيضاء عل الامر يمهد لها لتنفيذ عدوان جديد ضد السوريين، ومرة بالحديث عن المنطقة الآمنة المزعومة لحماية مرتزقتها وأدواتها.
اليوم تسقط كل الأقنعة عن رأس إدارتها وتذوب المساحيق عن وجوه محافظييها الجدد من أصحاب الرؤوس الحامية والعنصرية، فخلال يومين فقط نجد إدارتها تعيد نسف كل تصريحاتها السابقة عن قضيتي الانسحاب والمنطقة الآمنة المزعومة.
فبعد أن كانت توزع الأدوار بين أقطابها حول الانسحاب من عدمه وحول تنفيذ المنطقة الآمنة المزعومة من عدمه فإنها سربت عبر صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤول في وزارة الحرب الأميركية أن جزءاً من قواتها الغازية سيبقى في مدينة منبج في ريف حلب الشمالي، وسيواصل الجنود الأميركيون القيام بدوريات مشتركة مع نظرائهم من جنود الاحتلال التركي هناك.
ناهيك عن استقرار مجموعة ثانية من الجنود الأميركيين في الجزيرة السورية كجزء من منطقة آمنة مزعومة بين تركيا وسورية، وستساعد في تدريب مرتزقة قسد وتقديم المشورة لهم حتى يتمكنوا من تأمين المناطق المستعادة من تنظيم داعش المتطرف.
بهذه الوقاحة تذوب المساحيق التجميلية عن وجه أميركا ليظهر وجهها البشع والعدواني الذي يقتل السوريين تحت ذرائع مكافحة الإرهاب وحماية المدنيين والدفاع عن الإنسانية وحقوق الإنسان.