فجور الغرب

ثورة أون لاين- علي نصر الله:

في إطار تَأكيد الغرب الاستعماري انخراطَه بكامل ثقله وتَمام فُجوره بالمشروع الصهيو أميركي الذي يَستهدف أمتنا وقضيتها المَركزية فلسطين، يَندرج قرار الحكومة البريطانية الجديد ضد حزب الله، إذ يُعد خطوة تَصعيدية حَمقاء تَستجيب للضغوط الأميركية الإسرائيلية، وتَنسجم مع إرث انكلترا الاستعماري الأسود.

الغربُ الفاجر، في وقت سابق، كان اتّخذَ العديد من الإجراءات ضد حزب الله كحركة مقاومة ضد الاحتلال، وكمُكون سياسي داخل الحكومة والبرلمان في لبنان، فضلاً عن المساحة الكبيرة التي يَحتلها في الحياة السياسية اللبنانية والمُجتمعية، الثقافية والإعلامية والاقتصادية، بصفته الاعتبارية والتَمثيلية لجمهور شعبي واسع، ناهيك عن المَكانة المَرموقة التي يَحظى بها في ضمير ووجدان العرب والمُسلمين وكل أحرار العالم.

استجابة للضغوط الصهيو أميركية، كان اعتُبر الحزب مُنظمة إرهابية. واستجابة للعقوبات الأميركية المَفروضة ضده كحزب سياسي وكحركة مقاومة، وضد قياداته ونوابه وكوادره السياسية، كان الغربُ قد اتخذ إجراءات تُضيّق عليه.

وتأكيداً للانخراط الغربي بمَشاريع استهدافه واستهداف كل تَوجه مُقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي، كان الغربُ بمَواقفه المُعلنة يُغطي على الاعتداءات الإسرائيلية ويُشكل مع واشنطن مظلة حماية لقادة الكيان وجنرالاته مُجرمي الحرب بامتياز.

إذا كانَ الأمر كذلك، فما الجديد في القرار البريطاني الذي يُبدي فجور لندن على هذا النحو الذي لم يَتجرأ عليه حتى أعضاء الاتحاد الأوروبي، كتكتل استعماري تُقر جميع مُكوناته بتبعيتها المُذلة لأميركا؟.

الجديدُ، هو إدراج ما يُسمى بالجناح السياسي للحزب تحت التصنيف الإرهابي، وهو ما يَعني، أو سيَعني لاحقاً استهداف لبنان، حكومته وبرلمانه، والطعنُ بكل ما يُتخذ بلبنان من قرارات سياسية سيادية، بدءاً من المَواقف تجاه القضية الفلسطينية وحق العودة والقدس، وليس انتهاء برفض مَشاريع التوطين وصفقة القرن، وربما الطعنُ بمَشروعية أيّ قرار يُتخذ بشأن استثمار ثرواته النفطية والغازية المُكتشفة في أرضه ومياهه، بذريعة أنّ أحد مُكونات حكومته مُنظمة إرهابية.

صحيحٌ أن القرارَ البريطاني الساقط يُعبّر عن الفُجور والتفاهة والانحطاط، لكنه ليس بلا قيمة سياسية، ذلك أنّه قد يكون مُقدمة ليَلتحق بها الغرب كل الغرب، على غرار ما حصل عندما حُوصرت قناة المنار الفضائية، وإذاعة النور، كمِنبرين إعلاميين للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقد يُمثل القرار الساقط التّمهيد الفعلي لخطوات عدوانية إسرائيلية غربية ضد لبنان ومُقاومته الوطنية، خصوصاً أنّ نتنياهو المَأزوم، وأحزاب اليمين واليسار الإسرائيلية المُتطرفة تُكثر الحديثَ هذه الأيام عن الحرب المُقبلة، ومن أنّها ستُعيد لبنان إلى العصور الوسطى!.

فشلُ المشروع الصهيو أميركي في سورية، وتَجرع حلف العدوان هزيمة عسكرية سياسية بهذا الثقل، لابد أن يَدفع الحلف ذاته لارتكاب حَماقات كُبرى، في لبنان وعلى جَبهته، ضد إيران انطلاقاً من العراق أو من بَوابة تَشغيل التنظيمات الإرهابية انطلاقاً من الحدود الأفغانية والباكستانية. كُل الاحتمالات واردة، لكن يَبقى على حلف العدوان بالقيادة الأميركية الصهيونية، والغربية المُتصهينة، أن يُعيد حساباته وتَقديره للموقف، فمحور المُقاومة اليوم أكثر قوة، وجاهزيته لا تتوقف عند حدود حماية المنطقة وبلدانها، بل كفيلة بإخراج أميركا منها مَهزومة.

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك