رداً على استراتيجية «حصان طروادة» الأميركية.. روسيا: مستعدون لها.. وسنحمي مصالحنا القومية خارج الحدود
في ظل الاستراتيجية الأميركية التي تستند على تنفيذ أعمال عسكرية هجومية من أجل القضاء على الدول غير المرغوب فيها، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي والنائب الأول لوزير الدفاع الجنرال، فاليري غيراسيموف، أن روسيا قامت بصياغة استراتيجية تدابير محدودة لحماية مصالحها القومية، خارج الحدود، مشيراً إلى أن الجيش الروسي مستعد لمواجهة هذه الاستراتيجية.
وقال غراسيموف في مؤتمر استراتيجية الدفاع أمس أن البنتاغون بدأ تطوير استراتيجية جديدة للعمليات العسكرية، وبتطوير استراتيجية أساسية جديدة للحروب، أطلق عليها حصان طروادة، وجوهرها يكمن في الاستخدام النشط لإمكانيات الاحتجاج لزعزعة الاستقرار، بينما يتم مهاجمة كافة المنشآت المهمة بأسلحة متطورة جدا وعالية الدقة، مشدداً على أن روسيا مستعدة للتعامل مع الاستراتيجيات كافة.
وأضاف غيراسيموف حول تطور الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، أن جوهر هذه الاستراتيجية، يتلخص في الاستخدام الفعال «للطابور الخامس» وتنظيم المظاهرات والاحتجاجات، لزعزعة استقرار الوضع في البلاد، بالترافق مع قصف بالأسلحة عالية الدقة للمواقع والمنشآت المهمة جداً.
و أكد أن الولايات المتحدة وحلفاؤها تعمل على تنفيذ أعمال عسكرية هجومية من أجل القضاء على الدول غير المرغوب فيها، وتغيير السلطات المنتخبة بشكل قانوني هناك، فقط لأنها لا تنال إعجابها، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها، حددت الاتجاه العدواني لسياساتها الخارجية.
وأضاف: وضعت هذه الدول خططا عسكرية هجومية، مثل «الضربة العالمية الشاملة»، و«معارك متعددة المستويات»، وهي أيضا تستخدم تكنولوجيات «الثورات الملونة» و«القوة الناعمة»، وتهدف كل هذه الخطط والتكنولوجيات، إلى تصفية كيانات الدول في البلدان غير المرغوب فيها، والقضاء على سيادتها وتغيير السلطات المنتخبة شرعيا فيها.
وقال النائب الأول لوزير الدفاع الروسي: وتم تطبيق هذه الخطط والتكنولوجيات، في العراق وليبيا وأوكرانيا، ويجري في الوقت الراهن، تطبيق تدابير مماثلة في فنزويلا، مضيفاً بالقول: أود الإشارة إلى أن روسيا مستعدة لمنع تنفيذ أي استراتيجية من هذا النوع.
وقال: في أساس ردنا، توجد استراتيجية الدفاع الفعال، التي تنطلق من الطبيعة الدفاعية للعقيدة العسكرية الروسية، وهي تتضمن مجموعة من التدابير الاستباقية لإبطال مفعول التهديدات لأمن روسيا، وأشار إلى أن ذلك يعتبر أحد الاتجاهات الأولوية في مجال ضمان أمن الدولة، وقال: يجب أن نسبق الخصم بخطوات على طريق صياغة الإستراتيجية العسكرية.
وأضاف غيراسيموف في السنوات الأخيرة، طوّر العلماء العسكريون الروس بالتعاون مع هيئة الأركان العامة للجيش الروسي مناهج ومفاهيم جديدة لتحييد الأعمال العدوانية للخصوم المحتملين. وتابع غيراسيموف بأن الاستجابة الروسية مبنية على أساس استراتيجية نشطة للدفاع، تأتي من قلب الطبيعة الدفاعية لعقيدة الجيش الروسي، تقدم مجموعة إجراءات وقائية لتحييد تهديدات أمن الدولة.
وأضاف غيراسيموف، إن روسيا قامت بصياغة استراتيجية تدابير محدودة، لحماية مصالحها القومية خارج الحدود، مشيراً إلى أن دراسة الخبرة المتراكمة في سورية، سمحت بتحديد مجال عملي جديد في استراتيجية روسيا. وقال: يتضمن ذلك تنفيذ المهام المتعلقة بحماية وتعزيز المصالح الوطنية الروسية، خارج أراضي البلاد، وذلك في إطار «استراتيجية العمل المحدود».
وأضاف غيراسيموف: وفي أساس تنفيذ هذه الاستراتيجية، تقع عملية تكوين مجموعة قوات، مكتفية ذاتياً، على قاعدة أحد صنوف القوات في الجيش الروسي التي تتمتع بقدرة عالية على الحركة والمساهمة بشكل كبير في حل المهام القتالية المحددة لهذه المجموعة، مشيراً إلى أنه في سورية لعبت القوات الجوية الفضائية الروسية، الدور الأساسي، خلال تكوين المجموعة القتالية الروسية هناك.
وأكد الجنرال الروسي أن أهم الشروط اللازمة لتحقيق ذلك، تكمن في تحقيق التفوق الإعلامي والمعلوماتي والمحافظة على ذلك، والاستعداد المتقدم المسبق، لأنظمة إدارة وتوجيه القوات، وضمان توفير الدعم المادي مختلف الجوانب، بالإضافة إلى نشر مجموعات القوات اللازمة بشكل سري وخفي.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن انطلاق مناورات عسكرية واسعة النطاق لقوات الدفاع الجوي في المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية. وذكر المتحدث باسم المنطقة العسكرية الجنوبية، العقيد فاديم أستافييف، أن المناورات ستجري في 30 ميداناً في مقاطعات روستوف وفولغوغراد وأستراخان وإقليمي ستافروبول وكراسنودار وجمهورية القرم وفي 5 جمهوريات شمالي القوقاز، بينها الشيشان وداغستان.
وبدأت التدريبات بمشاركة 3.5 آلاف عسكري، وتستخدم وحدات الدفاع الجوي المشاركة في المناورات، أنظمة «تونغوسكا» و»شيلكا» و»إس 400 تريومف» و»تور أم» و»بوك أم 3» و»أوسا» و»ستريلا 10 أم».
وأكد أستافييف أنه بشكل عام ستشارك في المناورات 750 قطعة من المعدات العسكرية، بينها معدات قتالية ومعدات خاصة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 3-3-2019
رقم العدد : 16922