الملحق الثقافي..ميساء محمد:
مجازٌ هو الجسد
صناديقه الخشبيّة
تبسّمت للأرض
وروحٌ تتشرّبُ الحياة
أمطرت هنا…
صحراءٌ حوّلها الذهب
لسيّدةٍ جريئةٍ
تتلمّسُ الاخضرار
استشفّت البرق
فأنبت أقحوانٌ متبرّحُ العفّة
لن تصدأ زهرة الشمس
عذارى الفجر
سكرى بكأس البياض الأوّل
لم تعِ الوجودَ خارج خطوط رؤيانا
لحظة يمسّني
جناح ياقوتك المتلاشى
يحدّث حضوري
ومرور جواهري الليليّة
لم يكن يعلم
أنّي ما زلت على ذمّة الحياة
طالعي من نهج الحبّ
فكّكه عطرك المخمّر
بعناق الشمس
عريّ النخيل
أنبأ بموت السعف
هامشٌ آخر لعبور الموت
يتوضّأ بأصوات النرجس
يدخل مزار النبع
حافيَ الأطياف
هو لا يعلم أنه طريق الانحدار
البحر ينتظر القدوم
والنهر ينفض العبور
مائدةٌ أعدّتها بلابل السفر
مدافن الأثواب
تحيط بعقد اللؤلؤ
الجسدُ مترعٌ بوخزات
تراتيل الماء
والانسكاب يومض
بفروغ الشطآن
رملٌ وأصدافٌ
وهضاب الانجراف
البحر ينتظر
على مرأى الطيور
هي مشغولةٌ بتأليف
كتاب الهجرة
مرّ الصباح والبجع
يراقص ريشه المتساقط
هامشٌ آخر للحياة
يحطّ النبع رحال طفولته
فيعجّ النهر بصخب الشباب
فتح الموج ذراعي اللقاء
مصابيح التوهج
والفراش يدور
رحمُ البحرِ يفيضُ
فتنضح الأحواض
لتصطفّ القوارب
مشرّعة الرحيل
الطيور ملّت
قراءة الصفحات
مدّ البحر
عامود نجاة الحياة للسماء
أتعب الانسكاب مسيرة النهر
تتصاعد الأعماق
لترسمَ دائرة المسير
تمسّك الشاطئ الرماديّ بالزبد
فيعيد أسراره العابثة
ليغلق دائرة العبور
فما بين هامش الحياة والموت
تابوت ورق..
التاريخ: الثلاثاء 5-3-2019
رقم العدد : 16924