انطلاقاً من التعريف بالمواطن والوطن وضرورة تطوير الذات والتنمية المستدامة أقام المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية ورشة عمل لمناقشة مسودة منهاج التربية الوطنية المطوّر لصفي الثامن الأساسي والأول الثانوي وذلك بحضور الدكتور دارم طباع الذي أوضح أن مايميز كتاب التربية الوطنية بنسخته الجديدة أنه يتوجه إلى الجميع من منظار تكوين الإنسان السوري المؤمن بوطنه وقضيته وأمته وقد وضعت هذه المواضيع ضمن المعايير الأساسية.
التنوع في المضمون والشكل
بحضور لجان التأليف والتقويم عرض الدكتور سلمان مظلوم موجه أول في التربية الوطنية ومنسق المادة في المركز الوطني لتطوير المناهج مراحل وآلية العمل ومحتويات الكتاب المطوّر موضحاً أن كتاب التربية الوطنية المطوّر ركز على أهمية التعريف بالقيم الوطنية وحقوق وواجبات المتعلم تجاه وطنه انطلاقاً من احتياجات المجتمع وإمكانياته لبناء مواطن صالح يبني الوطن ويشيد مستقبله، مضيفاً إن تعريف المواطن بالوطن الذي يعيش فيه ونظمه وقوانينه وقيمه وتقاليده وأعرافه هو ماتلبيه التربية الوطنية والتي هي جزء من المنهاج الذي يجعل الفرد يتفاعل مع أعضاء مجتمعه على المستويين المحلي والوطني.
ومن أهداف التربية الوطنية بناء شخصية المتعلم المتوازنة المتكاملة معرفياً وقيمياً ومهارياً وتعزيز الانتماء الوطني لديه والتعرف إلى المؤسسات السياسية ونظامها، وبما أن الفكر الوطني لا يتم بعيداً عن الأوضاع العالمية الآنية والمستقبلية فإن أخذ البعد العالمي ومدى تأثيره في الواقع المحلي وتكييفه ما أمكن ليخدم التوجهات الوطنية هو محك دقيق وحساس ليس للحفاظ على الوطنية فحسب، بل في تنمية العقل، والتفاعل معها بما يخدم المصالح الوطنية العليا وتأمين مرجعية واحدة للوطن وإظهار الدور المحوري لسورية عبر التاريخ، وتكوين هوية ثقافية وطنية للمتعلم، وتحليل دور المرأة وتعزيزه، وإبراز المفاهيم الاجتماعية للتضحية في سبيل الوطن، وتطوير اللغة العربية ومناقشة وتحليل مجريات التاريخ المعاصر، والتركيز على التجربة الحياتية للمواطن المعاصر، والأهم الابتعاد عن الحشو المكثف للمنهاج والابتعاد عن التلقين واعتماد التحليل العلمي ومخاطبة المتعلم بشكل غير مباشر من خلال القصص والحكايات والنصوص حيث يكون الطالب مكلفاً بتحليل النص أو تأويل القصة وهذه المسائل لا تنسى يبتعد فيها الطالب عن الحفظ والتلقين ويعتمد منهج التثبيت والترسيخ للفكرة والتعامل معها في حياته اليومية، وكان لابدّ من التعريف بأن الاختلاف شيء جميل وأن البلد المتنوع هو بلد غني، كل ذلك حاولنا ترسيخه في المنهاج من خلال مجموعة من الأنشطة وعبر محاور أساسية هي تطوير الذات والتواصل والمواطنة والتنمية المستدامة.
هذا وتضمن الكتاب مهارات هي: إدارة الذات، الصمود، التواصل، احترام التنوع، التعاطف، المشاركة والتعاون، التفاوض، صنع القرار، الإبداع، التفكير النقدي وحل المشكلات، مبتعدين عن النصوص التي كانت تقتضي الحفظ والتلقين والآن نعمل على تقديم المادة المعرفية بصورة أنشطة معتمدين المنهجية في كتابنا المطور استناداً إلى المعايير الوطنية التي وضعها المركز الوطني لتطوير المناهج وفق تسلسل منهجي ومنطقي وصولاً إلى المنتج الأخير.
الطالب أساس العملية التعليمية
بدأت لجان تأليف كتاب التربية الوطنية العام الدراسي الماضي 2017-2018 بإعداد كتاب الصف الأول الإعدادي واستكمالاً للخطة يجري هذا العام إعداد كتاب الصف الثامن الأساسي والأول الثانوي، تحدث عن أهم محتوياته الموجه الأول للمادة في تربية طرطوس خضر الحسن قائلاً: اعتمدنا المنهجية في كتاب التربية الوطنية استناداً إلى المعايير الوطنية وفق أربعة محاور أساسية وهي تقدير الذات والتواصل والمواطنة والتنمية المستدامة وسيتم دمج العمليات بالمحتوى ليكون الطالب أساس العملية التعليمية أثناء الدرس ويبقى المدرس ميسراً لتلك العملية نركز من ذلك على مهارات الطالب بعيداً عن الحفظ والتلقين.
وحدثنا خالد تاج الدين موجه اختصاصي تربية السويداء قائلاً: إن هدف الاجتماع هو عرض ما تم إنجازه مع لجنة التقويم ومناقشة الأسلوب والطريقة والمعايير والمهارات التي تم الاتفاق عليها، اعتمدنا في تأليف الكتاب المطوّر على جعل المتعلم مشاركاً في العملية التعليمية من خلال الأنشطة التي وجدت في الكتاب حيث عملنا على دمج المحتوى المعرفي في الأنشطة ليكون للمتعلم دور في الوصول إلى النتائج، بينما يكون المعلم منسقاً وميسراً في الوصول إلى النتائج المرجوة من خلال المحتوى التعليمي الموجود في الكتاب.
أما صافي سقاطي الموجه الاختصاصي للمادة من تربية حلب أضاف على حديث زملائه أنه تم وضع مصفوفة تبدأ مع الطالب من تقدير الذات وتنتهي بمفهوم إدارة النزاع في الصف الثالث الثانوي وذلك ضمن وحدات درسية لكل صف نقدم فيها المفاهيم بشكل متسلسل من الصف الأول الإعدادي وحتى الثالث الثانوي.
مدرّسة مادة التربية الوطنية في إحدى مدارس دمشق اعتدال صيوح أضافت: إن إلغاء النمط التقليدي في التدريس والانتقال إلى النمط النشط القادر على إثارة وجعل الطالب محور العملية التعليمية هو الهدف الأساسي للمنهاج المطوّر، أما القاعدة الأساسية فهي وضع معلومات ومعارف الهدف منها تحويلها إلى مهارات تُرسم عند الطالب يمكنه استخدامها فيما بعد في حياته اليومية في حل المشكلات والتعامل مع المواقف المختلفة وتشكيل خلفية ثقافية ومعرفية مهمة للطالب والبيئة المحيطة به.
وفي الختام نأمل جميعاً أن نتوصل إلى متعلم ذي شخصية متكاملة معرفياً وقيمياً ومهارياً وقادراً على التعامل مع الواقع، فالإنسان صاحب الشخصية المتوازنة الأقدر على خدمة وطنه وبناء مستقبله.
خلود حكمت شحادة
التاريخ: الجمعة 8-3-2019
الرقم: 16927