ثورة أون لاين-علي نصر الله: أسابيع قليلة مضت على "باب الشمس"، فمن يتذكرها، وأين هي على شاشاتهم، ولماذا لم تحظ باهتمام فضائيات العهر والكذب والدجل والنفاق الخليجية المنشغلة بربيع الحريات العربي ومواسم الحوريات في البلدان العربية،
هل لأن فلسطين غير مؤهلة لربيعهم المزعوم، أم لأنها ليست عربية في دستورهم؟!.
"باب الشمس" القرية الفلسطينية التي أقامتها مجموعة من الشباب الفلسطيني شرقي مدينة القدس المحتلة ردا على سياسات التهويد والقضم والاستيطان هي فعل حرية ابداعي، وهي محاولة للتعبير عن التمسك بالأرض وتحريرها، وهي شكل من أشكال النضال ضد الاحتلال، وهي عمل سياسي مقاوم، وهي فكرة لو وجدت من يدعمها ويتبناها فربما كانت أحدثت تحولا في مسار الصراع من أجل الحق والجغرافيا والانتماء، فلماذا لم تحظ باهتمام العرب والمسلمين في "جامعة النعاج، ومنظمة آل سعود وآل أردوغان احسان أوغلو"؟!.
نعم قرية "باب الشمس" وقرية "باب القمر" التي تعتزم مجموعات شبابية فلسطينية إقامتها جنوب مدينة الخليل، وقرية "باب الكرامة" أيضا التي تعمل على إقامتها مجموعات أخرى شمالي مدينة القدس هي نضال مشروع ضد الاحتلال والاستيطان يعكس حالة نضج سياسي وثقافي لدى الشباب الفلسطيني الذي ربما باتت عباءات الخليج تحرضه على التقيؤ؛ ولاسيما عباءة "خادم الحرمين الشريفين" الملوثة بأقذر القذارات!.
ألا يدعي ابن آل سعود أنه خادم الحرمين؛ فأين هو من "باب الشمس" و"باب الكرامة" وهما على أطراف القدس التي يزعم أنه خادم حرمها الشريف؛ أم إنه لطالما لم يتعرف يوما الى الكرامة؛ ولا الى شمس التحرر من أميركا وإسرائيل؛ فإنه لم يسمع؛ ولن يسمع بهما حتى لو امتلأ الفضاء بأخبارهما؟!.
أزالت جرافات الاحتلال الاسرائيلي الخيام؛ وهدمت القرية الفلسطينية التي أنبتت؛ وستنبت قرى على أطراف القدس والخليل؛ وربما غدا في الجليل وعلى تخوم كل قرية ومدينة فلسطينية على امتداد الوطن الفلسطيني، فأين المال النفطي القذر الذي يتدفق على أميركا لتعويضها عن خسائرها جراء تعرضها لأعاصير وكوارث طبيعية يطلق عليها أسماء شقراوات ممن يعشقهن ملوك وأمراء وشيوخ النفط والغاز «كاترين، ارين، ريتا، ساندي» وما أدراك ما ساندي وكاترين وارين وريتا؟!.
إذا كان "المدعي" خادم الحرمين وأميره الفيصل منشغلين بواجبهما الشرعي في تسليح "المعارضة السورية"، فأين مجتمعهما المدني والمنظمات غير الحكومية وصناديق النماء والإنماء الخاصة بنظام آل سعود المستبد لتدعم الشباب الفلسطيني، أم إن الغاية الحصرية لإنشاء هذه المنظمات والجمعيات والصناديق الخيرية هي تمويل الارهاب والتطرف ونشر الفكر الظلامي في العالم العربي والاسلامي بهدف تمزيقه؟!.
ليس هناك من أهداف أخرى لنظام آل سعود وأنظمة الاستبداد في الخليج سوى تمزيق العرب والمسلمين والإساءة لهم من أجل اسرائيل، ومن المؤكد أن حال فلسطين والأمة ما كان ليصل الى ما هو عليه اليوم لولا وجود ملوك السفلس، فهم أصل الداء الذي لن تستغرق شعوبنا العربية في نجد والحجاز وأطرافهما في شبه الجزيرة العربية وقتا اضافيا طويلا لاجتثاثهم مهما طغوا وتجبروا، ومهما استبدوا وقهروا في البحرين وغيرها، ومهما استقووا بدرع الجزيرة والأواكس وصانعيها، وقد بلغ السيل الزبى .. وإن غدا لناظره قريب.