ثورة اون لاين: ما إن «تمنى» !! وزير الخارجية الأميركي جون كيري على ائتلاف الدوحة مراجعة قراره بالعزوف عن حضور ما يسمى مؤتمر «أصدقاء سورية» في روما , حتى انبرى رئيس الائتلاف إياه , وخلال دقائق فحسب , إلى الإعلان عن تراجع ائتلافه عن العزوف , وعن موافقته على الحضور , وكما لو أن الائتلاف وأعضاءه, وهو كذلك , يعملون بـ « الريموت كونترول» ووفقاً للإصبع الأميركية الضاغطة !
ونستذكر هنا ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مرة لوفد من المعارضة السورية الزائرة إلى موسكو .. « إذا كنتم ثورة وثوار , فما حاجتكم إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة » ؟ وبمعنى أن أي ثورة تقف وراءها الجماهير العريضة ضد أي نظام لا بد هي منتصرة ولا تحتاج أي دعم خارجي , إذ لا يمكن لأي نظام مهما بلغ من القوة والجبروت أن يصمد أمام ثورة شعب , وهذه تجربة تاريخية نافذة لا تحتاج إعادة اختبار أو إثبات !!
ومع تمترس الفصيل السوري الذي يضفي على نفسه ألقاب المعارضة اليوم وراء قوى دولية مختلفة وأخرى إقليمية تسلحه وتموله وتحرضه , يأتمر بأمرها ويذهب معها حيث تشاء وتشتهي , يغدو الحوار الوطني السوري الشامل , الذي دعت إليه قيادة الدولة في سورية واستجابت له قوى المعارضة الوطنية الحقيقية .. يغدو رهينة تلك الأجندات الخارجية المتعددة على اختلاف أهدافها وأمزجتها , وليس استجابة لإرادة سورية صادقة تعمل من أجل سورية آمنة حرة مستقلة وسيدة , وهنا بيت القصيد الذي لا مفر من مواجهته والإجابة على تساؤلاته حول ما إذا كان الحوار الوطني السوري المطلوب قادراً على تجاوز أغلاله ومعيقاته !
ولأن أمر هذا الفصيل على هذا النحو من اللا ثورة كما قال لافروف ومن اللا حرية في اتخاذ القرار كما كشف كيري , بل ومن الارتباط بأجندات خارجية مختلفة الهوى والنوع والهوية , فإن الحوار الوطني السوري مؤجل إلى حين تحرر هذا الفصيل وانعتاقه واكتسابه صفة الوطنية والانتماء الوطني … أو إلى حين انكفائه عما يدعي ويرتبط !
خالد الأشهب