البرلمان البريطانـي يصوت على خطة ماي «المعدلة» 12 الجاري ..توقعـــات بتأجيــل «بريكســت».. والأوروبيــون متشــائمون
مع استمرار الخلاف وتعثر المفاوضات بين لندن بروكسل, يزداد احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع اقتراب الموعد المقرر للانفصال في الـ29 من الشهر الجاري, وسط حالة من التشاؤم بين المسؤولين الأوروبيين بشأن إمكانية تحقيق تقدم في المحادثات, فيما ينتظر البريطانيون نتيجة التصويت الذي سيجريه البرلمان الأسبوع المقبل على الخطة المعدلة التي اقترحتها الحكومة, والمتعلقة بـ «بريكست», في ظل توقعات بتأجيل عملية الخروج في حال رفض النواب الاتفاق.
حيث أعلنت أندريا ليدسوم وزيرة الدولة لشؤون مجلس العموم البريطاني أمس أن أعضاء المجلس سيصوتون على اتفاق رئيسة الوزراء تيريزا ماي المعدل للخروج من الاتحاد الأوروبي في الثاني عشر من آذار الحالي.
ونقلت رويترز عن ليدسوم قولها: في حال رفض الاتفاق مجددا, سيتم إصدار بيان يحدد إطاراً زمنيا لتنفيذ تعهد ماي بإتاحة المجال أمام البرلمان في الأسبوع المقبل للتصويت على الانفصال عن الاتحاد دون اتفاق أو تأجيل العملية برمتها.
من جهته رجح وزير المالية البريطاني فيليب هاموند أن تضطر بريطانيا لتأجيل الخروج من الاتحاد الأوروبي إذا رفض نواب البرلمان مقترح الحكومة في تصويت مقرر الأسبوع المقبل.
وقال هاموند: إذا لم نقر الاتفاق يوم 12 الجاري, سندخل في عملية برلمانية من المرجح جداً أن تقود إلى تمديد الوقت وإلى نتائج لا يمكن التنبؤ بها.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمى هانت أعلن الثلاثاء أن الاتحاد الأوروبي يبدي إشارات إيجابية حول إدخال تعديلات على اتفاق بريكست الذي أبرمته رئيسة الوزراء تيريزا ماي للمساعدة في الحصول على موافقة البرلمان البريطاني عليه.
إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي متشائمون بشأن فرص تحقيق تقدم في محادثات « بريكست « خلال الأيام القليلة القادمة ، وأن المفاوضين يرون أنهم مهما قدموا فإنه لن يكون كافيا لضمان دعم البرلمان البريطاني لخطة ماي للخروج من التكتل الأوروبي.
ونقلت وكالة « بلومبرج « للأنباء أمس عن المصادر القول إن هناك قلقا متزايدا على الجانب الأوروبي من أن أي تنازلات يكون الاتحاد مستعداً لتقديمها لن تكون كافية لضمان حصول الخطة على أغلبية الأصوات في مجلس العموم.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي متردد في تغيير موقفه كونه ليس متأكدا من أن هذا سيضع الاتفاق على المسار الصحيح.
وذكرت أن وجهة النظر السائدة في بروكسل هي أنه تم بناء توقعات غير واقعية في لندن، وأن المدعي العام جيفري كوكس الذي أرسلته ماي مؤخرا للتفاوض مع الاتحاد يطلب المستحيل, مشيرة إلى أن مفاوضي الاتحاد الأوروبي شعروا بحالة من عدم الراحة للعمل مع مفاوض جديد, ونقلت عن مسؤولين أوروبيين وصفهم للمحادثات التي قادها كوكس الثلاثاء الماضي بأنها من بين الأسوأ خلال العامين الماضيين.
ولفتت الوكالة إلى أنه مع اقتراب الموعد الذي يتعين أن تعود فيه ماي باتفاق معدل إلى البرلمان الذي رفض خطتها في كانون الثاني, فإن كل طرف يتمترس خلف مواقفه ويعول على تنازل الطرف الآخر.
من جهتها جددت شركات ألمانية أمس تحذيرها من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق, لما فيه من ضرر على اقتصاد الدول الأوروبية ولا سيما ألمانيا.
وذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية أن استطلاعا أجرته شركة المحاسبة ديلويت بالتعاون مع اتحاد الصناعة الألماني أظهر أن معظم الشركات الألمانية تقريبا تتوقع ضرراً كبيراً أو مرتفعاً للغاية يعود على الشركات في البلاد في حال خروج بريطانيا دون اتفاق, مشيرة إلى أن بعضها تخطط لخفض الوظائف في حال حصول ذلك.
وأضافت المجلة أن 60 في المئة من شركات تصنيع السيارات التي شملها الاستطلاع تخطط لاستخدام الموردين أو مقدمي الخدمات البريطانيين في معاملاتها التجارية, لافتة إلى أن 36 بالمئة من الشركات تتوقع خروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 8-3-2019
الرقم: 16927