وكالات – الثورة:
وقعت 36 دولة على الأقل، بينها جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ28، على نص بيان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يندد بسجل السعودية في حقوق الإنسان.
وطالبت تلك الدول من جنيف أمس النظام السعودي بتحقيق سريع ومعمق في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول لمحاكمة المسؤولين عنها.
ونقلت وكالة فرانس برس عن سفير آيسلندا هارالد أسبلند قوله أمس في بيان مشترك خلال مداخلة أمام مجلس حقوق الإنسان: «أدين بشدة جريمة قتل خاشقجي التي أكدت السعودية أنها تمت في قنصليتها باسطنبول، مطالبا باسم الدول الـ36 وبينهم بلدان أوروبية وأستراليا وكندا ونيوزيلندا بأن تكون التحقيقات سريعة وفعالة ومعمقة ومستقلة وحيادية وشفافة».
ودعا السفير الآيسلندي النظام السعودي إلى كشف كل المعلومات المتوافرة والتعاون كليا في جميع التحقيقات حول الجريمة بما في ذلك تحقيق المقررة الخاصة للأمم المتحدة حول الإعدامات التعسفية.
بدورها علقت منظمة هيومن رايتس ووتش على البيان المشترك بالقول: إنها المرة الأولى التي تقرر فيها مجموعة دول إصدار إعلان مشترك حول حقوق الإنسان في السعودية أمام مجلس حقوق الإنسان.
ولدى عرضها تقريرها السنوي أمس الأول تحدثت المفوضة العليا في الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه عن اعتقالات تعسفية بحق نساء يدافعن عن حقوق الإنسان في السعودية.
وفي السياق نفسه كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن النظام السعودي سمح بتطبيق إلكتروني يتيح للرجال مراقبة النساء وتعقبهن في إطار سياساته القمعية لحقوق وحريات المرأة، وبينت الصحيفة أن شركتي غوغل وآبل الأميركيتين كانتا قد تعهدتا الشهر الماضي بالتحقيق في التطبيق الموجود على متجريهما الإلكترونيين والذي يشمل السماح للرجال بإدخال المكان والتوقيت الذي يسمح فيه بالسفر للنساء اللواتي تحت رقابتهم ما يمكن الحكومة من تنبيه الرجال عندما يغادرن أو يدخلن البلد كما يمنحهم تفويضا للولوج إلى سجلات الرحلات الجوية.
واعتبرت الصحيفة أن التطبيق يمثل محرك بحث قمعي ضد المرأة تابع لحكومة النظام السعودي وأداة لفرض نظام وصاية مشيرة إلى أن غوغل انتهت من تحقيقها الذي اعتبر التطبيق لا ينتهك شروط خدمتها وقررت السماح ببقائه في متجرها، أما آبل فلم تصل إلى قرار بعد، في وقت لا يزال فيه التطبيق متاحا ولا تزال النسوة السعوديات تحت رقابة مستمرة.
يشار إلى أن نظام بني سعود القائم على الإيديولوجيا الوهابية التكفيرية والذي يفتقر إلى أدنى مبادئ الديمقراطية يفرض ما يسمى «نظام الولاية على المرأة» الذي يخضع المرأة لسيطرة الرجل، وكان حتى وقت قريب يمنع النساء من قيادة السيارات وما زال يفرض عليهن الحصول على موافقة ولي أمرهن قبل السماح لهن بالسفر أو العمل.
وفي الإطار ذاته قالت الصحيفة الأميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتستر على جرائم ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان وخصوصاً فيما يتعلق بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ودعت الصحيفة في افتتاحية لها الكونغرس الأميركي إلى ممارسة مزيد من الضغوط على إدارة ترامب بخصوص هذه الجرائم مشيرة إلى أن الغضب من حماسة الإدارة الأميركية للتغطية على ابن سلمان الذي حملته وكالة الاستخبارات المركزية مسؤولية قتل خاشقجي له ما يبرره لأن الرئيس ترامب على ما يبدو يتحدى سلطة الكونغرس بموجب قانون «غلوبال ماغنينتسكي» الذي ينص على التحرك الأميركي في حالات الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 8-3-2019
الرقم: 16927