يطرح معرض الشباب والشابات، الذي أقيم في المركز الثقافي العربي بالميدان، بتنظيم وإشراف الفنانة التشكيلية فايزة الحلبي، تحت عنوان:»غسق» عدة تساؤلات تدرج في مجملها، في إطار البحث عن أساليب فنية خاصة، بكل تجربة على حدة، في خطوات تجاوز مرحلة الرسم الأكاديمي و الواقعي، مع كل ما تثيره ظاهرة تزايد الأسماء الشابة, يوماً بعد آخر، الراغبة في الإنتاج والعرض.
خمسون مشاركاً
ولقد أقيم المعرض بمشاركة أكثر من خمسين اسماً من الشباب والشابات وهم: أسماء الذياب,آلاء الحموي، آلاء السياف، انس عز الدين, اويس شاهين، آية كوارة، أيمن مصطفى، بشرى الحموي, بلال الحلبي, بيارق العاني، تغريد الأعور، حمود الحسين، خولة الشلق، دعاء السواح، راما درخباني، ربا تميم، رشا العجان، رضوان باسط، رنا الحوري، روان العجان، رولا المصري، رؤى مسبحة، ساندي عثمان، سلام الأحمد، شاديا التيناوي، عبد الهادي رميض، علا الحلواني، علا المش، عمار هاشم,غدير ابراهيم، غيث الأشقر، فاطمة الخليل، لجين حمدان، لوران عثمان، مارلين حميشة، مارلين متى, محمد يونس، مروان العجان، مروة جاهل، ناتالي أحمد، نور الإمام، هيا المغوش، وسام صبح، وليد القاسم، يامن عثمان.
والمعرض متنوع في مواضيعه وتقنياته وأساليبه، ويطرح في سياق التجارب الشابة، مواصفات تعبيرية متفاعلة مع بعض الأساليب والوسائل القادمة من تأملات الفنون المحلية والعربية والعالمية. واللافت أن معظم المشاركين والمشاركات يحاولون تجاوز الانماط التسجيلية، وإضفاء المزيد من العفوية، والتحوير في سياق البحث عن خصوصيات أسلوبية صادقة، وإيجاد القوة الإيحائية في لمسات اللون العفوية المتفاعلة مع أشكال الواقع، من طبيعة وعناصر إنسانية وحيوانية ونباتية، وصولاً إلى الأعمال الحديثة، التي تأخذ أشكال المربعات والمثلثات والمكعبات والمساحات المتداخلة، ومروراً بالأجواء الطفولية، بحركاتها المتنوعة، القريبة من الرسوم الكرتونية, رغم أنها موجهة للصغار والكبار معاً، وذلك لأنها، وبالرغم من مظاهرها الطفولية، تبقى مفتوحة على معطيات اللوحة الفنية التشكيلية الحديثة.
تطور لوحات المحترف
ومعظم الشبان والشابات (القادمين من كليات ومعاهد ومراكز الفنون) يقدمون في هذا المعرض، بعض الحلول التقنية المستمدة من تطور لمساتهم العفوية التي سبق وجسدوها في لوحات المحترف الأكاديمي، مع بروز أسماء يتابع أصحابها اختصاصات جامعية أخرى، حيث نجد تنويعات وتحولات من انتقال اللوحه الواقعية، التي سبق وقدمها البعض، إلى الأجواء التعبيرية والرمزية والخيالية، وصولاً إلى التجريدية، المقروءة في الحركات اللونية الحلزونية ومروراً بالانطباعية المقروءة في غنائية الأنوار المتراقصة في الطبيعة، والمتنقلة أيضاً على بعض الوجوه والاجساد والعناصرالأخرى. وتظهر درامية العلاقة بين الأشكال الإنسانية المختزلة والمحرفة, مع التأكيد في بعض اللوحات على إبراز الكونتراست اللوني.
تبادل الأفكار
وهنا تكمن أهمية هذه التظاهرة التشكيلية, كونها تفسح المجال لاكتشاف مواهب فنية جديدة, في الرسم والنحت والتصوير الضوئي، وبعض هذه الأسماء سبق وتعرفنا عليها في ملتقيات ومعارض فردية وجماعية، وحين تدعم جهة عامة أو خاصة، تظاهرات ومعارض الشباب, فهذا يعني المزيد من الإهتمام بالفنون الشابة, على أساس ان الجيل الجديد، هو الذي سيحدد مستقبل فنوننا التشكيلية, وهذا يعني أيضاً ظهور المزيد من الاحساس بأهمية الحوار و العمل الفني في إطار الجماعة: فالعمل المشترك يفتح باب الجدل والسجال ويؤدي إلى تبادل الخبرات والمواقف والأفكار والآراء.
وعلى الصعيد التشكيلي يطرح المعرض هواجس التمرد على الفنون التقليدية (الكلاسيكية والرومانسية والواقعية) ويؤكد مسألة انفتاح التجارب الشابة على الحرية التعبيرية، في التشكيل والتلوين والتعبير باستخدام الوسائل التقنية العصرية. والجمالية التي نجد تجلياتها في هذا المعرض، تتركز حول مدى تفاعل الفنون التعبيرية، مع تأملات التراث الشرقي، في خطوات انفتاحها على عوالم الرسم والحركة والمساحة.كما نجد ما يشبه الاحتفال بعودة وهيمنة المناخ اللوني المحلي، أو البقاء في خطوات مزاولة الرسم والتلوين في إطار ألوان وأضواء وأنوار الواقع القادمة في حالات إظهار الوهج اللوني الشرقي والسوري تحديداً, وهذه العناصر اللونية الشرقية، والإشارات التراثية، وجدناها في أعمال أكثرية العارضين.
أديب مخزوم
facebook.com adib.makhzoum
التاريخ: الجمعة 15-3-2019
رقم العدد : 16932
السابق