الملحق الثقافي..سهير زغبور:
لم يكن بريداً عادياً، كالذي أستلمه، وأسجله في المدرسة. كان بريداً مكتظاً بغربة قسرية عني، أعرف أنه سيصل، لكنني افترضت كل احتمالات الرفض، وتمنيتها. إلا أنه وصل بأسرع مما توقعت.
هي الأشياء المؤلمة تستعجل علينا.
تورطت بالدمع وأنا أقرؤه، حتى آخر كلمة فيه.
(قبول استقالة زميلتي ومديرة المدرسة وصديقتي الغالية جوزفين عطيلة).
شعرت بأشياء كثيرة تنسلّ مني، الوقت بكل ما كان يمر من حزن وفرح، يأس وأمل،
عمل وتعب.. برد ودفء.
كل تلك الأعوام اختصرتها لحظة واحدة. يا لوحشة الفراق.
موغل هذا الحزن في العمق.
لماذا لا نخترع آلة توقف الزمن حيث نريد؟
لا سبيل لشيء سوى المضي كما تشاء الحياة.
كل ما تبقى.. نافذة واحدة
هي أنها ستكمل معنا العام الدراسي لتسيير أعمال المدرسة.. المدرسة التي حملت همومها كعائلتها.
المربية والمدرسة المعطاءة الحكيمة النبيلة. تعلمت منها الكثير.. سأفتقدها جداً، لكن بصماتها باقية في كل مكان. فالعطاء لا يمحى، وعلى مقربة من عيد المعلم
سنعيد تدوير الدمع ماء أمل. سنحتفل معها بمكان ما، كما اعتدنا كل عام.. أسرة واحدة كنا وسنبقى..
هكذا هي مدرستنا كما كل صرح من سوريا، نعمل بمحبة.. ويستمر العمل …
يستمر البناء لغد محمل بالخير.
التاريخ: الثلاثاء19-3-2019
رقم العدد : 16935