بعد الفوز بمقعد في وسيلة مواصلات،بالتدافع والتدفيش تبدأ معركة من نوع آخر بين سائقي السرافيس والركاب على الفراطة من فئة الخمسين ليرة والخمس وعشرين ،زيادة على التعرفة المقررة،معركة محسومة لصالح السائق الذي يسر أمر الجميع بالتكديس ،وبمسامحة الركاب بحقهم بهذه الفراطة تدوم نعمة التمتع بهذا الفوز، وبذوق وفن وأخلاق يقود السائق الحافلة .
الفراطة ..هذه القصة التي يتأفف منها السائقون لأنها تصيب الركاب بغصة ،وبرأي بعضهم لا تغني ولاتسمن من راتب هزيل بينما يتفادى البعض الخوض في وجع القلب،ومشادات يومية ،بشرط على باب السرفيس وقبل الاقتحام لحجز مقعد بانتزاع الموافقة من الركاب بدفع المئة ليرة عداً ونقداً وعن طيب خاطر دون امتعاض أو اعتراض وتحت ذريعة :«ما معنا فراطة » عذر أقبح من مزاجية سائقين يعلنون إضرابهم عن متابعة الطريق إذا خرج لسان أحد المحشورين عن طوره ولوٌح بجشع سائقي هذه الأيام وعدم التزامهم بالتعرفة وإصراره على اختلاس هذه الفراطة ،هي من عرق جبين المواطن وكد يمينه ،وبلا مقدمات ومن دون إذن مسبق قد يخضع الركاب للانتظار مع السائق في محطة الوقود لتزويده بمخصصاته من مادة المازوت ،ومن فم ساكت .
الفراطة ..مشكلة حلها أصحاب المحلات التجارية بأكياس الملح وقطع البسكويت أو فيما يعادلها
فهل يصلح هذا الحل في وسائل النقل والمواصلات ..؟
أوجاع حياتية كثيرة فرضت على واقعنا يتحداها المواطن السوري بعشقه للحياة ،وغالبا ما يتناولها في أحاديثه بطرافة وخفة دم ..وبسمة ودهشة ..
عين المجتمع
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 20-3-2019
رقم العدد : 16936
السابق
التالي