لاشك أن لعيد الأم طعما آخر يختلف عن كل الأعياد.. فهو عيد الوطن والأخت والزوجة, عيد من أفنين أعمارهن لأجل فلذات أكبادهن، فكنّ بذلك من صنعن الحاضر والمستقبل.
لا أملك مفردات مناسبة تصف حجم صاحبات هذا العيد, فهؤلاء يملكن من الحب الحقيقي والإحساس الصادق مايملاً الدنيا بطولها وعرضها, لم تخل سورية يوما من عقول نيرة تضيء كل مكان تحل فيه، فالمرأة السورية عبر السنين هي إنجازات وانتصارات زادتنا فخراً وعزة وإباء، وأفرحت قلوبنا برجال حرسوا البلاد بسواعدهم فكان الانتصار العظيم.
ماذا نتحدث عن أم الشهيد وأخته وابنته.. بأي المفردات نشرح عن صمودهن وكبريائهن في الحرب على سورية, وهن اللواتي ما زادت آلام الحرب على وجوههن إلا جمالا وألقاً وعطاء.
كيف نكتب عن هذه الأم التي هي بحجم الوطن، والتي قدمت أغلى ما تملك لتحمي أبناء وبنات الوطن، وزرعت في عقولنا حب الوطن والعلم والثقافة سلاحا يحمي مستقبلنا.
هل سمعتم عندما قال أحدهم (كل البيوت مظلمة، الى أن تستيقظ الأم) نعم.. إنها النور الذي يبدد العتمة, والروح التي لاتهدأ, والقلب النقي النابض بالحياة.
عندما نتحدث عن الأم فنحن نتحدث عن سورية.. الأم الأولى التي حضنت تحت جناحيها جميع أبنائها, فكانت منبع الجمال, والقلب الذي يفيض على العالم حباً ودفئاً وحناناً.
أكتب لكل الأمهات.. لأني أراهن على صورة أمي.. أمي العظيمة, صديقة الروح والقلب وسبب الأمل في الحياة مهما كثرت الصعاب.. إنها سورية.
أمي في عيدك وفي كل يوم.. ننحني أمام عطائك, وحنانك, وإصرارك على التجدد, والتربية الحقيقية التي ستصنع جيلاً يبني مستقبلاً يليق بك وبتاريخك الذي لن يتكرر.
رؤيـــــــة
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 20-3-2019
رقم العدد : 16936
السابق
التالي