إذا كان الناس جميعاً يتأثرون بالموسيقى ، وهم في حالة الصحة ، فهم بطبيعة الحال يكونون أكثر تأثيراً بها،وهم في حالة المرض..
والواقع: إن الموسيقى هي غذاء الروح ، كما أن الطعام هو غذاء الجسد..
وأظهرت دراسات أجريت في بريطانيا والسويد، أن أعمال العنف تنخفض عندما سماع الموسيقى الكلاسيكية ، وأن حدّة أعراض الشيخوخة تخففّ لدى الأشخاص الذين يسمعون الموسيقى بانتظام.
وفوائد الموسيقى لاتنحصر في ذلك ، فعلماء الأعصاب اليوم يعتقدون أن الموسيقى يمكن أن تساعد على إقامة وتقوية الاتصالات بين الخلايا العصبية في طبقات الدماغ الخارجية، مايحسن من القدرة على التركيز ، ومن مستويات الذكاء..
فالموسيقى إذاً أداة قوية تستخدم في علاج العديد من الاضطرابات العصبية، مثل مرضى الباركنسون والزهايمر، وذلك بفضل قدرتها المتميزة على تنظيم وإعادة تنظيم الوظائف الدماغية بعد إصابتها بالأضرار.
أما فيما يتعلق بالأطفال ، فيؤكد الباحثون أن الموسيقى تساعد على تطوير ذهن الأطفال منذ الولادة ، وذلك عن طريق تعزيز قدرته على الإصغاء والانتباه.
وقد أظهرت أبحاث عدة أن الأطفال الذين يتلقون دروس موسيقى إضافية ، يحققون نتائج أفضل في الرياضيات.
وخبراء التغذية من جهتهم يؤكدون أن الإصغاء إلى موسيقى هادئة يجعلنا نأكل ببطء، مايعني أننا سنشعر بالشبع بسرعة وبالتالي تأكل كمية أقل من الطعام.
وكانت سلسلة كبيرة من الأبحاث النفسانية، قد أظهرت أن الاستماع إلى النوع المناسب من الموسيقى يمكن أن يحسن المزاج، وذلك عن طريق تنشيط مركز الانفعالات في الدماغ ،ويطلق هرمونات (الأندورفينز) التي تشعر بالسعادة.
والموسيقى أفضل سلاح للقضاء على التوتر ، فهي تجعلنا نسترخي ، وتساعدنا على النوم، شرط أن تكون الموسيقى هادئة..
وختاماً..
يقول أحد الحكماء: «الطبيعة خرساء والموسيقى تفك عقدة لسانها، إنها هدية المساء إلى الأرض».
د. محمد منير ابو شعر
التاريخ: الجمعة 22-3-2019
الرقم: 16938