طلبة الماجستير والدكتوراه في كلية الطب البشري.. هموم ومعاناة بين الواجب والدراسة البحثية

يعد البحث العلمي هو معيار تقدم البلدان وتطورها وللقيام بهذا البحث لابد من وجود طلبة متفرغين للبحث العلمي يدرسونه يبحثون فيه لإعداده والوصول الى نتائج تجعل من دولتهم في صفوف الدول المتطورة التي ينشر ويؤخذ بأبحاث ابنائها على مستوى العالم أجمع.
و يعتبر طلبة الدكتوراه هم النخبة لأي بلد ويقاس تطور البلدان بعدد الأوراق البحثية المقدمة من قبل طلبة الدكتوراه بكافة الجامعات بهذه البلد أو تلك .
نحن في بلدنا يوجد عندنا أربع وزارات تتبع لها المشافي وهي وزارة الصحة والدفاع ووزارة الداخلية وكذلك التعليم العالي
طلاب الطب يتحدثون
عن معاناتهم :
غزوان الزعيم طبيب دراسات عليا اختصاص نسائية وتوليد يقول : يوجد لدينا في سورية مشاف تابعة لوزارات مختلفة منها مشاف تابعة لوزارة الدفاع وأخرى لوزارة الصحة ومشاف تابعة لوزارة الداخلية بالإضافة إلى المشافي الجامعية وهي تابعة لوزارة التعليم العالي فطالب الطب بعد ان ينتهي من دراسة الطب البشري يذهب إلى التخصص فيقدم على مفاضلة لواحدة من هذه الوزارات الأربع.
نحن نتكلم عن الطلاب الذين يختصون بالمشافي الجامعية وهي تابعة للكليات الطبية في الجامعات السورية سواء كلية الطب في جامعة دمشق او كلية الطب في حلب والثالثة كلية الطب بجامعة تشرين لكل منها مشافيها التابعة لها .
طالب الطب عندما يدرس في المشافي الأخرى غير المشافي الجامعية يحصل على شهادة اختصاص فيصبح من خلالها طبيبا اختصاصيا بالأمراض النسائية او اختصاصيا بالأمراض العينية أو غيرها مثلا .
أما الطالب الذي يختص بالمشافي الجامعية يعمل مع دراسته أثناء الاختصاص أن يحصل على شهادة ماجستير بالاختصاص هو عمليا شهادة علمية زائد شهادة عملية بنفس الوقت بالجامعة وهؤلاء هم الطلاب الذين يعانون من المشكلة
سن التأجيل للأطباء الذين يختصون بمشافي الصحة ومشافي وزارة الدفاع يكون العمر لغاية 32 سنة اما في وزارة التعليم العالي كوننا نحن طلاب ماجستير فإننا نخضع لقانون تأجيل خدمة العلم كالذي يخضع له كل طلاب الماجستير في سورية وهنا المشكلة ففي قانون خدمة العلم هناك تعليمات للتأجيل لكل مرحلة دراسية
ففي المرحلة الجامعية الأولى الكليات التي مدة الدراسة فيها أربع سنوات لها سن للتأجيل والكليات التي مدة الدراسة فيها خمس سنوات لها سن للتأجيل وأيضا الكليات التي مدة الدراسة فيها ست سنوات لها سن للتأجيل ,أنا كطالب طب أستطيع تأجيل خدمة العلم لغاية عمر 29 سنة أرسب أستنفد لغاية عمر 29 كذلك الماجستير طب بشري أيضا لعمر 29 لم يتم تمييز طلاب الطب البشري نتيجة طول سنوات دراستهم بالماجستير.
في القانون :لنيل درجة الماجستير لجميع الاختصاصات في كافة الجامعات ومنها جامعة دمشق يحق للطالب التأجيل فيه لغايةعمر29 سنة ,أما في المرحلة الجامعية الأولى يحق لطالب الهندسة أن يؤجل حتى عمر 27 أما طالب الطب فيحق له التأجيل لغاية عمر 29 سنة.
عندما نأتي إلى مرحلة الماجستير فنجد ماجستير الهندسة يحق للطالب أن يؤجل لغاية عمر 29 سنة كذلك ماجستير الطب ايضا لغاية عمر 29سنة و الدكتوراه لغاية 32 سنة
وسنشرح تسلسل عمر طالب الطب يجعله من المستحيل ان يحصل على شهادة الماجستير او الدكتوراه في ظل بنود التأجيل الحالية التي سيخضعون لها والتي طبقت في عام 2018 وسيتم تطبيقها هذا العام .
حسام نجم طالب طب يتحدث عن الحياة الطلابية قائلا :عمري 18 سنة حصلت على شهادة الثانوية العامة دخلت كلية الطب البشري للحصول على شهادة الطب البشري نضيف عليهم ست سنوات فأصبح بعمر 24 سنة أتخرج دون أن أرسب ولا أي سنة خلال دراستي بعدها حصلت على شهادة الطب انتظر المفاضلة لمدة ستة أشهر حتى تظهر نتيجة المفاضلة وأنا أتخرج من كلية الطب البشري بالشهر التاسع بعدها أقدم فحصي الوطني ثم مفاضلتي تظهر نتيجتها بالشهر الثاني بذلك يصبح عمري 25 سنة بعدها دخلت مرحلة الاختصاص والدراسة الوسطية لأي اختصاص هي خمس سنوات مع أنه هناك اختصاصات تحتاج لأربع سنوات واخرى لست سنوات دراسة وأخرى سبع سنوات لكن نقول جدلا أننا اخترنا الاختصاص الذي يحتاج لسنوات أقل وهي خمس سنوات فيصبح عمر طالب الطب 30 عاما.
وبالقانون بعمر 29 ممنوع علي أن اؤجل خدمة العلم وعلي الالتحاق بالخدمة لذلك بهذا القانون راحت علي سنة من الاختصاص كان في السابق يراعى وضع طالب الطب بمرحلة الماجستير فيحق له أن يؤجل خدمة العلم كباقي الأطباء في المشافي التابعة للوزارات الأخرى غير وزارة التعليم العالي حتى عمر 32سنة فيعتبرونه طبيبا مقيما ويحق له أن يؤجل خدمة العلم أما اليوم فإنهم يعاملوننا على أننا طلاب ماجستير وطلاب الماجستير لا يحق لهم التأجيل إلا لعمر 29 سنة مع أنه كافة الكليات كالطب و الحقوق و الآثار والآداب يحق لهم التأجيل لغاية عمر 29 سنة لكن المسألة أنه تم تشميل طلاب الماجستير بكلية الطب البشري مع باقي الكليات مع أننا نحن طلاب الماجستير نحتاج إلى خمس سنوات حتى تنتهي دراسة سنوات الاختصاص وبعد مرحلة الاختصاص نقدم بحثا علميا ونحن كطلاب الطب مطلوب منا لكي نحصل على شهادة الماجستير أن نقدم رسالة بحثية أي أن نجمع 200 إلى 300 مريض نتابع حالتهم على مدى سنة ونراقب مدى تأثير الأدوية على حالتهم , و هذا البحث العلمي مدته سنة نأخذه بكلية الطب البشري ،ويكون بذلك أصبح عمر طالب الطب من 30 الى 31سنة هو فترة إعداد لرسالة الماجستير ومناقشتها ونحن تأجيل خدمة العلم عندنا لغاية عمر 29 سنة , فأنا كطالب طب كيف سأحضر لرسالة الماجستير كيف سأناقشها ؟
وأضاف قائلا :الآن تم رفض 250طلب تأجيل لخدمة العلم لطلاب ماجستير بسورية بهذه الحجة هؤلاء هم سنة خامسة بالاختصاص أو تحضير لرسالة الماجستير على اعتبار أنهم طلاب ماجستير وطلاب الماجستير حسب القانون هو لعمر 29 سنة أي أن التعليمات التنفيذية للقانون لم تأخذ بعين الاعتبار أن طلاب الطب البشري لهم وضع خاص فكيف أسمح لهم بسنتين زيادة عن طلاب كلية الهندسة بالمرحلة الجامعية الاولى بالتأجيل لكن بمرحلة الماجستير والدكتوراه أساويهم مع طلاب الفروع الأخرى
وبعمر 31 سنة يحصل طالب الطب البشري على رسالة الماجستير أي يكون بذلك قد أجل خدمته للعلم عامين متتاليين من أجل دراسة الماجستير لذلك من المفروض أن يكون سن التأجيل الأدنى للحصول على رسالة الماجستير هو عمر 31 سنة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار باقي الاختصاصات فتوجد اختصاصات ست سنوات وسبع سنوات أي أن يكون تأجيل خدمتهم لعمر 32 سنة
بعدها يتم التقديم على شهادة الدكتوراه وهنا يتم قبول طالب الطب بالدكتوراه بشكل مباشر وذلك عبر مكرمة عظيمة من السيد الرئيس فقد سمح بالتسجيل المباشر على شهادة الدكتوراه لم تعد موجودة مفاضلة للدكتوراه من أجل التسجيل على الدكتوراه وذلك نتيجة الحاجة لأعضاء هيئة تدريسية في الجامعات .
نعود للطالب الذي بدأ بدراسة الدكتوراه وعمره 31سنة وبالنظام الداخلي لجامعة دمشق مدة دراسة الدكتوراه تتراوح بين 3 الى أربع سنوات وبذلك يصبح عمر طالب الدكتوراه في كلية الطب البشري هو 34 سنة هذا إذا أخذنا الحد الأدنى
وسؤالنا لماذا لا يتم تأجيل طالب الدكتوراه الى عمر 34 سنة فالطالب الذي بقي ببلده لغاية عمر34 سنة هو بالتأكيد حريص أن يخدم العلم بالنهاية وبالتأكيد لا يوجد لديه أفق إلا ببلده ومستقبله الذي رسمه أصبح فقط ببلده
ويوضح د حسام نجم أنه في المرحلة الجامعية الأولى الحد الأعلى للتأجيل هو سن27 سنة لطلاب الكليات الجامعية التي تكون مدة الدراسة فيها خمس سنوات مثل كلية الهندسة والصيدلة و29سنة لطلاب الطب البشري وهذا فرق عادل سنتان بينهم كون دراسة الطب البشري مدته ست سنوات وممكن خلالها أن يتعثر الطالب أثناء دراسته أو يوقف تسجيله هذا في المرحلة الجامعية الأولى هناك زيادة سنتين بين 27و29
بعدها تأتي مرحلة الماجستير نجد أنه 29 سنة لدراسة الماجستير بكافة الاختصاصات تم شمل طلاب الحقوق مع طلاب الآداب مع طلاب الهندسة مع طلاب الطب رغم انه تم التمييز بينهم في المرحلة الجامعية الاولى بين 27و29سنة
إنما لم يعط طلاب الطب أكثر من عمر 29 سنة لدراسة الماجستير أي نفس المدة التي أعطيت لهم لدراسة المرحلة الجامعية الأولى و لدراسة الدكتوراه يكون بعمر 32 سنة لكافة الاختصاصات بالنسبة لطالب الطب يكون بعمر 32سنة حتى ينهي دراسة الماجستير لأن الماجستير بالكليات الثانية هو3 سنوات أما الماجستير في كلية الطب هو خمس سنوات اختصاص ونضيف اليهم سنة سادسة هي تحضير لرسالة الماجستير فخلال الخمس سنوات الاولى نكون مداومين في المشافي عندنا مناوبات بالعادة تكون رسالة الماجستير في السنة السادسة .
فجامعة دمشق تعرف ان هذا الطالب يدرس ويحضر فيها لدراسة الماجستير وعندها حياته الجامعية أنه لم يرسب ولا سنة من أول سنة دراسية له بكلية الطب البشري
ويؤكد طلبة الدكتوراه بكلية الطب ان طلبنا الوحيد ان يرفع سن التأجيل لدراسة الماجستير الى سن 32سنة ويتم تأجيل الدكتوراه الى 34سنة بدل 32 سنة وبذلك تصبح الفرصة متاحة لكل الطلاب ان يحصلوا على دراسات عليا ثم يلتحقوا بخدمة الوطن .
ويبلغ عدد طلاب الطب الذين يقدمون على الدكتوراه كل عام المجموع هو 40 طالبا وطالبة في سورية كلها
ونحن كطلاب طب نتمنى ان يسمح لنا اثناء خدمة العلم من خلال ندبنا الى المشافي الجامعية هي سنتان فقط من أصل خدمة العلم
يعتبر طلاب الدراسات العليا في كلية الطب نخبة البلد فهم أفضل طلاب تخرجوا من كلية الطب بأعلى المعدلات لذلك درسوا دراسات عليا ويتساءل غزوان الزعيم لماذا لا نكمل دراستنا ونحنا بالخدمة حتى عندما ننتهي من الأزمة و من الحرب نعود الى جامعاتنا ندرس طلابا ونعمل بحثا علميا ينهض بالبلد الى الامام
وأخيرا نتساءل ما هومستقبل طلاب الدكتوراه والماجستير بكلية الطب البشري؟
ونترك الجواب للمعنيين بالأمر….

 

ميساء العجي
التاريخ: الجمعة 22-3-2019
الرقم: 16938

 

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى