أن تدخل في هذه الأيام إلى صالة مركز ثقافي فلاتجد مكانا للجلوس, فإن ذلك مبعث لأحاسيس مختلطة مابين الفرح بالعودة إلى الحياة والحزن على سنوات ذهبت هدرا من العمر, لكن ما إن تبدأ بالاستماع لطفل في الخامسة يعزف على البيانو حتى يطفو إحساس الأمل على حياة السوداوية, ناسيا أو متناسيا أن كثيرا من العقبات الصعبة تواجه حياتك.
في صالة صامتة, صاغية, تصفق للحظة الانتهاء, بدأ حفل كارمن للموسيقا, في مركز ثقافي سلمية وتتالت الفقرات الموسيقية لأطفال آخرين بدءا من العمر الصغير على مختلف الآلات الموسيقية, وانتهاء بالأساتذة المدربين.
جمعية تنوير للثقافة والحوار رعت فعاليات مهرجان المرأة والأسرة على مدار أسبوع, توزعت بين الشعر والتشكيل والموسيقا والمحاضرات في صالات خاصة وفي صالة المركز الثقافي الذي طالما أردناه منبرا جماهيريا دائما, واليوم أثبت أن هذا الجمهور الحي لايخاصم أي مكان بل يسعى إليه بشرط أن يضيف إليه ولإنسانيته أبعادا تؤكد أنه جمهور بلد تشرب لغة التعايش على مر العصور.
اللافت أن كثيرا من الأسر حضرت كاملة مع أطفالها, مايشير إلى حالة من عشق الفن الذي يغير صفة القلوب من حزن إلى فرح ومن ضيق إلى رحابة واتساع لكل شغف في الحياة, ويوحي بتباشير عودة الإنسان في هذا الوطن الى الحب, يؤكد ما أكده أفلاطون عندما كتب: إن الإيقاع واللحن يستقران في أعماق النفس ويتأصلان فيها فيبثان فيها الجمال فيجعلان الإنسان حلو الشمائل, ولاتصدر الموسيقا إلا من نفس خيرة وجميلة, وهذا أحوج مانكون إليه اليوم.
أيدا المولي
التاريخ: الجمعة 22-3-2019
الرقم: 16938