تحرير جبل غلم الاستراتيجي… المقاومة اليمنية تدق أسافينها بنعش المشاريع الاستعمارية

 

بعد ان أمضى النظام السعودي ومن تحالف معه ضد اليمن عامه الرابع، وسيدخل غدا عامه الخامس، يحظى ذاك التحالف العدواني بدعم أمريكي وغربي واسرائيلي غير مسبوق وتم فيه استخدام جميع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا في ظل صمت دولي مطبق لكن اليوم وبعد أربعة أعوام من العدوان والحصار المفروض على اليمن اثبت اليمنيون قدرتهم على الردع والتصدي وتعدوها ليوجعوا المعتدين في عقر ديارهم وصنعوا معجزة الصمود والثبات واستطاعوا ان يدخلوا النظام السعودي وحلفاءه في مستنقع كبير من الهزائم والخسائر في الارواح والعتاد، وتمكن الجيش اليمن واللجان الشعبية من نقل المعركة إلى العمق السعودي، وأصبح للحرب تداعياتها في قلب واشنطن وعواصم الدول الأوروبية المنغمسة في الحرب على الشعب اليمني.
فمنذ بداية العدوان الوحشي قام النظام السعودي المجرم بخطة تدميرية ممنهجة مستهدفا البنى التحتية في المدن اليمنية مرتكبا المجازر الوحشية بحق اليمنيين في مسعى منه لإدخال الرعب في قلوبهم وثنيهم عن المقاومة والتصدي.
واستهدف تحالف العدوان على مدار السنوات الاربع الماضية من عمر الحرب المجرمة على اليمن الطرق والمصانع والمدارس والمساجد والمستشفيات والمساكن وصالات الأعراس والاجتماعات وكل شيء يتحرك، كما فرض حصارا مطبقا جوا وبحرا وأرضا وأسقط مئات الآف من الصواريخ والقذائف ولم يترك سلاحاً وحشيا إلا واستخدمه.
ومع اشتداد الحرب ودخولها أشهرا وسنوات أدرك الجميع ان النظام السعودي يغرق في مستنقع اليمن حيث واجه العدوان السعودي المدعوم من اكثر من 22 بلدا ثباتا وصمودا يمنيين اسطوريين، واثبت عامل الوقت والزمان ان التصورات الأولية للحرب كانت خاطئة وحتى التوغل الذي حصلت عليه السعودية في الجنوب والمناطق الشرقية لم يكن انتصارا ذا أهمية كبيرة اذ ان هذه المناطق التي احتلتها السعودية أصبحت عالة كبيرة عليها من خلال الضخ المالي الذي تدفعه الرياض لشراء الذمم والولاءات من مرتزقة ارهابها.
ومع صمود اليمنيين وثباتهم وامتصاصهم للضربات الأولى بدا الرد اليمني يثبت جدارته من خلال استنزاف النظام السعودي المعتدي أولا، وثانيا تطوير القدرات واستيعاب الحرب من خلال الرد في العمق السعودي وتطوير القدرات العسكرية الدفاعية واستطاعت الصواريخ اليمنية ان تصل الى جميع المدن السعودية كما تطورت القدرات لاحقا واستطاعت الطائرات المسيرة الوصول إلى مطارات العدوان في الرياض.
اما في الجبهات الداخلية والحدود فقد صنع المقاتل اليمني معجزة تحسب له، وواجه الآلة العسكرية الأمريكية ودمر الدبابات والمدرعات بوسائل بسيطة واستطاع ان يدحر الاف الجنود والمرتزقة الذين تم تجميعهم من مختلف أنحاء العالم وصمد بدون غطاء جوي امام مئات الآلاف من الاعتداءات الجوية التي كانت تتجاوز المئتي غارة في ساعات محدودة على بعض الجبهات.
الشارع اليمني الذي عانى هو الأخر من أكبر أزمة إنسانية وتجويع ممنهج وانعدام لأبسط مقومات الحياة وانهيار تام للنظام الصحي والتعليمي استطاع الصمود ودعم الجبهات بالمال والرجال وضرب مثلاً في الصمود والمثابرة والإصرار على دحر المعتدين والمحتلين.
ويرى محللون انه من خلال المعطيات الحالية يتضح جلياً ان الصمود والثبات اليمني استطاعا إفشال اهداف العدوان وإدخاله في دوامة من التناقضات والأزمات الداخلية والخارجية، معتبرين ان بقاء اليمن واستمرار الحرب لخمس سنوات في حد ذاته انتصار ساحق للقوى اليمنية المناهضة للعدوان.
ويلفت المحللون الى ان أوضاع النظام السعودي في المناطق التي يحتلها في الجنوب والشرق اليمنيين ليست جيدة وهي دليل واضح على فشل هذه الدول حيث ارتفعت الاصوات المطالبة بإخراجهم واتخذ الحراك الشعبي الرافض لتواجد الاحتلال في الآونة الاخيرة طرقا وأساليب متعددة خاصة في محافظة المهرة التي تطمع «السعودية» للسيطرة عليها كما تصاعدت الانتقادات والاختلافات بين المرتزقة على الأرض وقوى تحالف السعودي وبات العديد من مؤيدي العدوان سابقا ينتقدونه اليوم ويشنون حملات ضده تطالبه بالرحيل وترك اليمن لشعبه، ويحملونه كل المصائب والمآسي والكوارث الحاصلة، وأصبحت الانقسامات والاتهامات والاختلافات والصراعات تحيط بالتحالف السعودي من الداخل والخارج.
وفي الشأن الميداني، تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تطهير جبل غلم الاستراتيجي بعملية نوعية من مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي في أطراف جبهة دمت بمحافظة الضالع.
وأكد مصدر عسكري يمني تكبيد تحالف العدوان ومرتزقته خسائر في الأرواح والعتاد خلال العملية الهجومية النوعية في أطراف جبهة دمت، ويأتي هذا الإنجاز ضمن إنجازات ومكاسب ميدانية يحققها أبطال الجيش واللجان في جميع جبهات القتال سواء الداخلية أو الحدود.
على صعيد متصل، استهدفت القوة الصاروخية في الجيش واللجان الشعبية اليمنية بصاروخ باليستي من طراز «بدر 1بي» تجمعات لمرتزقة العدوان السعودي في جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء.
وذكر مصدر عسكري يمني ان الضربة جاءت بعد عملية رصد دقيقة لتحركات المرتزقة في المنطقة وحققت إصابة دقيقة موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأثنين 25-3-2019
رقم العدد : 16939

آخر الأخبار
"تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها انطلاقة جديدة لمرفأ طرطوس.. موانئ دبي العالمية تبدأ التشغيل سوريا والتعافي السياسي.. كيف يرسم الرئيس الشرع ملامح السياسة السورية الجديدة؟ هل تسهم في تحسين الإنتاجية..؟ 75 مليون دولار "قروض حسنة" لدعم مزارعي القمح