تحمّل أنديتنا الاحتراف مسؤولية تخبطها الإداري والمالي، وربما جاوزت إلى ضعف أداء فرقها وتراجع المستوى الفني، وتذبذب نتائجها في المسابقات المحلية والخارجية أيضاً.
تنظر إدارات الأندية إلى هذا الموضوع من زاوية توفير متطلبات الاحتراف ومستلزماته، وبغياب المناخ الملائم للاحتراف ووهن البنية التحتية له، تبدو هذه الإدارات عاجزة أو شبه مشلولة عن أداء مهامها وواجبها، فلا تملك من مصادر التمويل والريوع الذاتية والمنافذ الاستثمارية، ما يجعلها تنهض بالأعباء المتزايدة لفرقها الكروية وما تضمه من اللاعبين والمدربين والفنيين والإداريين والمعالجين ومسؤولي التجهيزات..وغيرهم، فضلاً عن واجبها تجاه الألعاب الأخرى المدرجة على لائحتها، وهذه الألعاب إن لم نقل كلها فجلها مستهلك لا منتج، تستنزف الإمكانيات المادية ولا ينتظر منها ريوع تغطي النذر اليسير من نفقاتها الكبيرة.
ولا يمكن اعتبار المساعدات والهبات والقروض التي يقدمها المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام للأندية كافية لعمل رياضي متكامل، بل لا تعدو كونها مجرد جرعات دعم تحول دون توقف الأندية عن ممارسة أنشطتها، أو انسحابها من المسابقات. وللحقيقة فإن الاحتراف بذاته ليس المشكلة، وإنما ضعف بنيته وشح إمكاناته وندرة متطلباته وعوز بدهياته، والإصرار عليه على الرغم من كل ذلك.
بات الاحتراف حقيقة لا يمكن التغافل عنها، فالعمل الرياضي الهاوي ماعاد موجوداً على الخارطة العالمية، ولا يمكن إحداث نقلات نوعية على مستوى التطور والارتقاء بمعزل عن النهج الاحترافي، كما ليس متاحاً المنافسة وتحقيق الألقاب والميداليات، مع استمرار مضمون الهواية في لباس الاحتراف الفضفاض.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأربعاء 27-3-2019
رقم العدد : 16941