لانأتي بجديد إذا قلنا إن المسرح قد نشأ هنا في سورية كما الأبجدية وأول نوتة موسيقية, ففي سورية كان الفعل الحضاري والثقافي المتوج بالإنسانية ومازال، هل ننسى أبا خليل القباني رائد المسرح العربي وماقدمه عبر مسرحه ورؤيته, وكيف تتلمذ على يديه الكثير من رواد المسرح؟.
ماجعلنا نتحدث هو أننا قد احتفلنا منذ ايام باليوم العالمي للمسرح, وكالعادة قدمت المديرية العامة للمسارح عروضا متميزة وهادفة في دمشق وبعض المحافظات.. لكن بعيدا عن الاحتفاء وماتم عرضه, فما شاهدناه من رغبة الجمهور في الحضور والمتابعة, وشغف العاملين في هذا الحقل ومثابرتهم للعمل والعطاء جعلنا نشعر بأن المشهد المسرحي مبشر بالخير… وأن مسؤوليتنا كبيرة للعمل معاً لكي تتسع هذه الرؤى الحضارية بما يلبي طموحاتنا التي كنا ومازلنا نسعى إليها اليوم وغداً.
لاشك أنه في سني الحرب على سورية استطاعت مديرية المسارح والموسيقا ان تقدم شيئا مهماً.. وأن تحصد جوائز قيّمة داخل سورية وخارجها, ولانغالي إذا قلنا إن الحركة المسرحية قد نشطت أكثر في سني الحرب .. وهذا ليس غريباً , فسورية عبر التاريخ منبع الحضارة والفنون والعلوم والمعارف, وفي كل لحظة فيها كنّا نشاهد فعلاً حضارياً ومعرفياً وفنياً.
اليوم ونحن نحتفي بذكرى اليوم العالمي للمسرح حرّي بنا ألا نمر مرور الكرام أمامه, بل علينا أن نلقي الأضواء على ماكان وماصار وماحققته وزارة الثقافة في السنوات العشر الأخيرة… فنحن لسنا بأفضل حال ونحتاج إلى المزيد من الخطوات… لكن لابد من أن نحقق ماردده الكثيرون الذين يعملون في هذا الحقل (افسحوا المجال للمسرح..).
نعم … مسرحنا السوري يحتاج إلى الدعم, وإلى فتح النوافذ والمبادرات أمامه, لأن ما قدمناه في السنوات الماضية يجب أن يستمر… لا بل يجب أن يتطور ويفعّل, فنتاجنا الإبداعي هو فهمنا للواقع الثقافي الحقيقي, ورغبتنا الغامرة بالحضور الفاعل والإيجابي البارز في سورية وخارجها.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 3-4-2019
رقم العدد : 16947