يكتظ بهو مديرية البريد المركزي في كل شهر بآلاف الموظفين المتقاعدين الذين يتوجهون لقبض رواتبهم خلال الأيام التي تم تخصيصها لهم في الثلث الأخير من الشهر، وبحسب إحصائيات مديرية بريد دمشق ترتفع نسبة المتوافدين منهم لقبض رواتبهم خلال الأيام الثلاثة الأولى من الفترة المحددة لهم بحيث تصل أعداد المتواجدين في البهو خلال يوم واحد إلى حوالي ثلاثة آلاف متقاعد.
تواجد هذه الأعداد الكبيرة من المتقاعدين في وقت واحد وما يرافقه من ازدحام وانتظار لعدة ساعات ريثما يتمكن هؤلاء من قبض رواتبهم لا شك يخلق معاناة كبيرة لأكثرهم، كما يشكل عبئاً لا يستهان به على الجهة التي تستقبلهم وتشرف على إيصال الرواتب إليهم والتي تقدر بمئات الملايين من الليرات..
من جهته أحد المعنيين في مؤسسة البريد بين أن الظروف الأمنية التي شهدتها بعض المحافظات خلال الأزمة أدت إلى اضطرار آلاف الموظفين للتوافد إلى العاصمة للحصول على رواتبهم من خلال مراكز البريد لتعذر ذلك في المحافظات التي ينتمون إليها، ورأى أن كثيراً منهم يسهم في خلق حالة الازدحام والمعاناة هذه بسبب الإصرار على قبض الراتب في الأيام الأولى من المدة المحددة لذلك وتحديداً في اليوم الأول، وإلى عزوف أغلبيتهم عن الاستفادة من الخدمة التي تقدمها المؤسسة بإيصال الراتب إلى العنوان الذي يحدده المتقاعد لقاء مبلغ رمزي (400) ليرة شهرياً يوفر عليهم عناء الوصول إلى المراكز البريدية وقد لا يساوي قيمة أجور المواصلات التي يستقلونها خاصة أن منهم (عجزة ومقعدين) يستعينون بأقارب لهم لمساعدتهم على الحركة.
بعض المتقاعدين رأى أن التوجه إلى مراكز البريد فرصة للالتقاء بزملاء العمل والتواصل معهم ورأى البعض الآخر أن عائلته أولى بالمبلغ الذي سيدفعه شهرياً لقاء إيصال الراتب إلى المنزل، وأجمع الكثير منهم على أن المشكلة الحقيقية تكمن في تعطل الصرافات وخروجها عن الخدمة معظم الأحيان مناشدين الجهات المعنية بنشر أعداد أكبر من الصرافات وتأمين الصيانة الدورية لها بما يجعل المتقاعد مطمئناً إلى إمكانية تقاضي راتبه بسهولة ودون الحاجة إلى الاصطفاف على الدور لساعات طويلة وتجرع تلك المعاناة!.
هنادة سمير
التاريخ: الأربعاء 3-4-2019
رقم العدد : 16947