ظاهرة التسول

 

شكَّل التسول في الآونة الأخيرة ظاهرة لافتة للنظر في الكثير من الطرقات وبالقرب من الإشارات والمحال التجارية وفي الحدائق، والمقلق في الموضوع هو أن أغلب المتسولين من فئات عمرية صغيرة كان من الأولى أن تكون بالمدارس وليس على قارعة الطرقات لاستجداء الشفقة وإثارة عواطف الآخرين، لدرجة أن الكثير منم اتخذها مهنة تدر عليه المال والبعض الآخر دعته الحاجة ليحصل على ما يكفيه من قوت يومه، ولكن الأخطر بالأمر هو أن التسول بداية الطريق للسرقة والانحراف الأخلاقي والسلوكي وتعاطي المخدرات، وقد يدفع إلى الجريمة بكل أشكالها وقد يكون ستاراً لأشياء أخرى أخطر.
التسول في ظاهر الأمر حرفة يزاولها معظم العاطلين عن العمل كطريق سهل للعيش ولكنه في الحقيقة آفة من أكثر الآفات الاجتماعية خطورة، وتشكل إساءة بالغة للعادات والتقاليد والقيم السائدة في المجتمع والتي تحث على ثقافة العمل وكفالة الأطفال والأيتام والعجز، وهي تؤثر بشكل سلبي على المجتمع، حيث يعيش جزء من الأفراد والأشخاص عالة على المجتمع لأنها تقودهم للعزوف عن العمل واللجوء إليها واحترافها كمهنة سهلة لجلب المال دون أي جهد أو عناء يذكر الأمر الذي يدفعهم إلى الكسل والذي يتسبب لاحقاً في ضعف اقتصاد المجتمع والتأثير السلبي على إنتاجيته، ناهيك عن حرمان المجتمع من جزء من طاقة أبنائه، إضافة إلى أن انتشارهم في كل مكان وخاصة في المدن الكبرى يؤدي إلى تشويه صورة البلاد ومنظرها الحضاري ويعطي انطباعاً سيئاً لدى الزائرين والسياح.
التسول من الظواهر الاجتماعية الدخيلة على مجتمعنا ومن التشوهات الاجتماعية التي تؤثر عليه والتي عمقتها ظروف الحرب التي فرضت على بلدنا، لذلك لا بد من تضافر جميع الجهود سواء الحكومية أم الأهلية للحد من هذه الظاهرة، ووضع استراتيجية متكاملة لمكافحتها واستئصال آثارها ودوافعها والجهات التي تقف وراءها، والتحقيق في العلاقة التي تربط المتسولين بالأطفال الذين استخدموا في التسول ووضع قوانين صارمة بهذا المجال، لما لهذه الظاهرة من أخطار سلبية على المدى القريب والبعيد سواء على الأطفال واستقرارهم الأسري والاجتماعي ومستقبلهم المهني وسواء على المجتمع ككل، لذا يتوجب إيجاد فرص عمل مناسبة لأهل هؤلاء الأطفال المتسولين من قبل الجهات المختصة والكشف عن الجهات أو الأشخاص الذين يستأجرون الأطفال، وضرورة إدماج الأطفال المتسولين المحرومين من الأسر ضمن مؤسسة خاصة تتكفل برعايتهم.
بسام زيود

 

التاريخ: الأربعاء 3-4-2019
رقم العدد : 16947

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية