المُخطط الصهيوني الاستيطاني في الجولان السوري المُحتل ظهرَ سريعاً إلى العَلن، ذلك يُبدي حالة الاستعجال في الانتقال الصهيوني – الأميركي لمرحلة جديدة من العدوان على سورية، استكمالاً لمشروع استهدافها الذي أسقطته بصمودها البطولي، بتَصديها الأسطوري للحرب الإرهابية المفروضة عليها، وبدَحرها الدواعش وباقي الاشتقاقات الإرهابية عن تُرابها الوطني الذي سيكون – قريباً – نَظيفاً بعد تَطهير ما تَبقى من جيوب إرهابية، الباغوز، التنف، إدلب، كما شمال وغرب محافظتي حماة وحلب، لن تَحظى أي منطقة بأي استثناءات.
سيَبقى عنواناً بارزاً للوهم ذلك المُخطط الصهيوني الاستيطاني الذي أتى الإعلان عنه بعد أيام قليلة على حَماقة دونالد ترامب باتجاه الجولان السوري المحتل، لا لأن نسفَ ترامب لاحتمالات إحياء عملية السلام المُتوقفة، لن يَمر، ولا لأن التَّطاول على قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، لن يَمر، ولا لأن القفز على حقائق التاريخ والجغرافيا، مَمنوع، بل لأن أيّ خطوة عملية على الأرض لن يُسمح بها.
إذا كان سَيُفهَمُ بعدم السماح لأيّ خطوة عملية إسرائيلية في الجولان من أن تتم، التهديدُ بمَنع تَرجمة حماقة ترامب على الأرض، فَليَكُن. ذلك أنّ الشعب السوري لن يَسمح بذلك، وذلك أنّ أهلنا في الجولان المُحتل الذين صمدوا ورفضوا الهوية الصهيونية وخاضوا المواجهات مع الاحتلال، وآخر ما قاوموه بقوّة إجراء انتخابات محلية في قراهم، لن يَسمحوا لسلطات الاحتلال أن تُصادر أراضيهم، ولا أن تُقيم مستعمرة لقطعان مُستوطنيها.
تَحدي ترامب للمَنطق والقانون والمَبادئ هو تَحدٍّ خطير.. وحماقة، لا شك في ذلك، جرى تَوصيفه على هذا النحو بإجماع العالم الذي قد يكون اكتفى – لعلَّة بالنظام الدولي وبسبب عَجزه – بالتعبير عن رفضه القاطع له ولحماقته، وبرفضه هذا – عَملياً – قد يكون أظهرَ بوضوح عُزلة الولايات المتحدة، غير أنّ مَوقف الشعب السوري كان مُختلفاً، وسيَكون، لن يَكتفي بالرفض في مُقابل تَمسكه وإصراره على عروبة وسُوريّة جَولانه، وقد كَفلت له كل القوانين حق المُقاومة ضد الاحتلال لاسترجاعه واستعادته بكل الوسائل والسبل المُتاحة.
جيشُنا، قيادتُنا، شعبُنا، مع الحلفاء والأصدقاء، كما كان لنا جَولات تَكللت بالنجاح على مَنابر السياسة والإعلام في مُقارعة منظومة العدوان بالقيادة الأميركية، حيث افتُضحت أكاذيبها وفَبركاتها، وحيث جرت تَعرية سياستها، وتم إسقاط مُخططاتها. وكما كان لنا جَولات انتهت بالنصر في الميدان، حيث دُحرت أذرعها الإرهابية وصارت شتاتاً، سنَمضي، وسيكون لنا جَولات في السياسة والإعلام، وعلى الأرض إن اقتضى الأمر، وكلُّنا ثقة بأنها لن تَنتهي إلا والجَولان في وسط سورية.
كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 3-4-2019
رقم العدد : 16947