مخيم الهول على شفا كارثة إنسانية.. واشنطن تعيد ترميم دواعشها.. أردوغان أمام اختبار آستنة المقبل وإدلب تنتظر الحسم

يبدو أن الانتخابات البلدية في تركيا التي يتوالى إعلان نتائجها قد صفعت اردوغان وبدأت على ما يبدو ترسم مساراً جديداً لمستقبل حزب أردوغان الاخواني، وخصوصاً بعدما عمد رئيس نظامه من فرض نفسه بالترهيب والإقصاء رئيساً مطلق الصلاحيات والنفوذ داخل هذا الحزب ومن خلاله حاكماً ليس له معارض ولا منازع في السلطة.
تلك النتائج على الرغم من أنها شأن داخلي إلا أنها تنعكس بشكل طبيعي نحو الازمة المفتعلة في سورية والتي حاول ذلك الاخواني قيادتها عبر عناصره الارهابية في ادلب، التي بدأت بدورها تتلمس على رأسها خوفاً من تراجع دعم أنقرة بعد نكسة الانتخابات المحلية.
مخاوف يبدو انها تجاوزت في مضمونها حدود إدلب لتصل إلى اسوار الباب العالي حيث من المتوقع أن تحضيرات أستنة ستفتح الملفات المؤجلة مع أنقرة، ولا سيما ملف إدلب، الذي لا يزال ينتظر تطبيق بنوده في ظل مواصلة ارهابيي اردوغان خرقه بشكل يومي بأوامر تركية.
أما على الارض فكانت ردود الجيش العربي السوري على حجم تلك الاوهام التركية وتلك الخروقات عبر مزيد من التصدي والدفع بعجلة التحرير الى الامام.
إذاً لم تكن تطورات الملف السوري، ولا سيما ضمن أطر محادثات أستنة معزولة عن الانتخابات المحلية التركية المنتهية أخيراً، بل ظهر حرص كل من روسيا وايران على منح رئيس النظام التركي، فرصة الانتهاء من الانتخابات، على أن تعود الملفات المشتركة العالقة إلى الواجهة تباعاً، وخاصة في شأن سورية ولا سيما ملف إدلب.
ويرجح أن تكون بوابة العودة الرئيسة عبر اجتماع «أستنة» المقبل، الذي يجري الإعداد لعقده في حدود الأسبوع الأخير من شهر نيسان الجاري، على ما تفيد به معلومات صحفية.
في غضون ذلك أبدت مصادر مقربة من عناصر ارهابية في إدلب خشيتها من تراجع دعم تركيا للعناصر الارهابية المدعومة والممولة من قبلها، إثر النكسة التي تعرض لها الاخواني أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية»، في الانتخابات المحلية الأخيرة التي خسر فيها في أهم معاقله التقليدية، وخصوصاً في اسطنبول وأنقرة.
وسائل إعلامية نقلت عن مصادر مقربة من إرهابيي «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي شكلتها تركيا من اندماج 11 ميليشيا، إن العد العكسي لبدء تخلي تركيا عنهم بدأ بإخفاق أردوغان في أهم انتخابات بعد الانتخابات الرئاسية، والتي سيأتي الدور عليها لا محالة مستقبلاً بتخلي الناخب التركي عنه وعن حزبه الحاكم الاخواني جراء تراجع الثقة بسياساته على جميع الأصعدة.
تلك التطورات تزامنت في وقت لا زالت رائحة الموت تنبعث من مخيمات اللجوء التي تسيطر عليها أميركا، مع مواصلة العمل الحثيث لحماية عناصر «داعش» الارهابي وتمكينهم من الفرار الى مناطق تقع تحت سيطرة قواتها المحتلة.
صحيفة «واشنطن بوست» سلطت الضوء على أزمة إنسانية عميقة وظروف قاسية تهدد حياة أكثر من 73 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال في مخيم الهول للنازحين شمال شرقي.
وكانت مصادر محلية بمخيم الهول في ريف الحسكة قد أكدت أن الضباط الأميركيين الموجودين في المخيم يجندون إرهابيي «داعش» لنقلهم إلى القاعدة الأميركية الموجودة في منطقة التنف بالبادية السورية في حمص.
وهذا يؤكد مرة جديدة التعاون الوثيق بين واشنطن وإرهابيي «داعش» التي تلتزم بحمايته مقابل العمل لصالحها والقتال في سبيل الحصول على النفط ونهب الثروات السورية عن طريقه.
على الصعيد الميداني اعتدت مجموعات إرهابية من تنظيم «جبهة النصرة» الارهابي و»الحزب الإسلامي التركستاني» الارهابي، على نقاط للجيش في منطقة المشاريع بسهل الغاب الغربي، برمايات متقطعة من القذائف الصاروخية، وذلك في خرق جديد وفاضح لاتفاق إدلب في حين أن الجيش رد على هذا الاعتداء الإرهابي السافر على نقاط له، واستهدف بالمدفعية الثقيلة أوكاراً لـ»الحزب التركستاني» الارهابي، في أطراف بلدتي العنكاوي وشورلين بريف حماة الغربي.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 4-4-2019
رقم العدد : 16948

آخر الأخبار
بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة